ثم تفنن الجهلاء في هذا العصر تفننا ذريعا حيث ذهبوا إلى تصميم أغلفة لكتبهم الفاسدة التي تحمل تلك الأفكار الهزيلة بتصميمات مرعبة بعيدة عن الطمأنينة والارتياح مخالفين نهج القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)!! وقوله صلى الله عليه وسلم " بشروا ولا تنفروا " فوضعوا على تلك الأغلفة مثلا: صورة ثعبان ملتف على آدمي أو صورة أناس في مكان مذعورين من النار أو صورة دخان وأشباح أو...... إلى غير ذلك من ترهات فارغة!!
كما قاموا بتسجيل أشرطة (كاسيت) يتحدثون فيها عن الموت بصورة غير صحيحة البتة!! والذي نقوله هو تحريم تأليف هذه الكتب والأشرطة وتحريم نشرها كما نقول بتحريم قراءة تلك الكتب أو سماع تلك الأشرطة إلا من قبل العلماء الذين يتمكنون من قراءتها لنقدها وتفنيد ما فيها!! والله الموفق.
ويتلخص من الآيات والأحاديث التي مرت معك أن الموت فيه أمران لا بد من معرفتهما واعتقادهما:
الأمر الأول: أن الموت ليس عدما بالنسبة للانسان، بل هو بقاء الروح وهي المدركة العالمة الباصرة السامعة العاقلة، ويعتبر الإنسان الذي يعتقد أن الإنسان يفنى ويصبح عدما بالموت ضالا كافرا ليس مسلما معتقدا لعقيدة الإسلام الحقة.
والأمر الثاني: أن الإنسان لا يكون في القبر المظلم الموحش حتى قيام الساعة، بل يكون بعد خروج روحه من بدنه مباشرة في عالم البرزخ الذي أخبرنا الله تعالى عنه بقوله (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) إما منعا وإما معذبا.
وهذان هما عنصرا الإيمان في قضية الموت وعذاب القبر وفاقد هما أو أحدهما فاقد للإيمان في هذا الموضوع.
ونثبت النعيم والعذاب لمن لم يدفن من الأموات، كمن انفجرت به طائرة