- عياض: كتابة الله ولوحه وقلمه من غيب علمه الذي نؤمن به ونكل علمه إليه).
ومن هذا يتبين خطأ بعض الناس الذين يدعون بأنهم يطلعون على اللوح المحفوظ!! ويظنهم عوام الناس أنهم أولياء مقربون!!
كما يتبين مما تقدم أن العبد مخير وليس مسيرا، ولذلك كلفه الله تعالى بالأحكام الشرعية واختبره بفعلها والجزاء عليها، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لذلك، فليس لانسان أن يحتج بالقدر إلا بعد وقوعه، أي فلا يجوز لانسان مثلا إذا قيل له: اتق الله ولا تعصه وقم بما أمرك الله تعالى به، أو أقم الصلاة التي فرضها الله عليك. أن يقول: لم يقدر الله علي الهداية أو نحو هذا الكلام، لأنه لم يطلع على تقدير الله تعالى ولا يعرف في الحقيقة هل هو مكتوب من أهل السعادة أم من أهل الشقاوة، فلذلك يجب عليه أن يعمل ولا يتكل.
وأكبر برهان على أن هذا الإنسان غير صادق في تحججه بالقدر أنه إذا جاع وأراد أن يأكل أو يشرب أو يفعل ما يمليه عليه هواه أو شهواته فإنه لا يجلس هكذا حتى يموت جوعا وهو يقول إن الله تعالى لم يقدر لي أن آكل وقد قدر علي أن أبقى جائعا، وإنما نراه يقوم ويأخذ بالأسباب في الطبخ والنفخ، ولا نراه يأخذ بأسباب الهداية!!
ولكن إذا وقع الأمر جاز الاحتجاج بالقدر كما وقع في قصة سيدنا آدم وسيدنا موسى، فمثلا إذا أصابته مصيبة فإنه يصبر ويحمد الله ويؤمن بأن هذا الأمر من تقدير المولى سبحانه، وفي ذلك يقول النبي ص: (عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم (4 / 2295) من حديث سيدنا صهيب.
فتبين لنا بذلك أن القضاء والقدر لا يعني أن الإنسان مجبور ومقهور ومسير