قال الصغاني (موضوع) [انظر (فيض القدير) (1 / 424) و (المقاصد الحسنة) للحافظ السخاوي ص (290)].
قلت: وأورده شيخنا المحدث عبد العزيز بن الصديق في كتابه (التهاني في التعقب على موضوعات الصغاني) ص (55) وقال: (وهو واه أيضا).
وقد ذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (19 / 119) في ترجمة أبي المظفر السمعاني ما نصه:
(وقال أبو سعد: سمعت أبا الأسعد ابن القشيري يقول: سئل جدك بحضور والدي عن أحاديث الصفات فقال: عليكم بدين العجائز).
قلت: مرادة إن صح هذا أنه أمر عاميا أن يكون في عقيدته كإيمان العجائز من حيث عدم تزلزل يقينه بتنزيه الله تعالى بأحاديث آحاد يوهم ظاهرها عند من يحاول فهمها بغير لغة العرب التشبيه والتجسيم لا من حيث أن للعجائز دين خاص بهم!!
وقد أعجبني ما قاله المعلق على هذه العبارة في (السير) حيث قال هناك:
[ويستبعد صدور مثل هذا عن مثل هذا الإمام الذي ألف التآليف المتعددة في العقائد والعبادات والمعاملات، وكلها مقرونة بالأدلة والحجج والبينات، اللهم إلا إذا قالها في حالة ضعف وذهول، وفي مثل هذه الحالة لا يعتد بما يقوله صاحبها المتلبس بها، وكيف ينصح مسائليه بأن يلزموا دين العجائز، والله سبحانه يحثنا في غير ما آية من كتابه على النظر والاستدلال، والأئمة المجتهدون اتفقوا على وجوب الاهتداء بالقرآن، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وعلى المنع من التقليد الذي يصد عنهما، ويقتضي هجرانهما، ولم يجعلوا أنفسهم شارعين يطاعون، وإنما كانوا أدلاء للناس لعلهم يهتدون، والذي يعرفه كل واقف على تاريخ الصدر الأول من المسلمين، هو أن أهل القرنين الأول والثاني لم يكونوا يقلدون أحدا، أي لم يكونوا يأخذون بآراء الناس وأقوال العلماء، بل كان العامي منهم على بينة