وهذا من كمال وظيفتها العظيمة الخاصة بها التي خلقت من أجلها حتى تكون سكنا وأمنا، ولذلك وجدنا أن الإسلام يكرمها ويعظمها ويحارب إهانتها، وكل من الرجل والمرأة مكلف بأحكام الشريعة ويمكنه استيعابها وفهمها إلا أن فهم الرجل لأنه أكثر عقلا أقوى، والله الموفق.
وفي (صحيح مسلم) (3 / 1323) عن بريدة: أن ماعز بن ما لك الأسلمي أتى رسول الله ص فقال: يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وأني أريد أن تطهرني، فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زينت فرده الثانية فأرسل رسول الله ص إلى قومه فقال:
(أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا) فقالوا: ما نعلمه إلا وفي العقل، من صالحينا فيما نري، فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم أيضا فأرسل عنه فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله...) الحديث.
وجه الدلالة منه ظاهر وهو أنه إن كان ناقص العقل بحيث أنه يسقط عنه التكليف أو يفقد عقله في وقت دون وقت فلا يكلف فيما فعله فإنه لا يقام عليه الحد، كما تقرر في القواعد الفقهية بمقتضى حديث (رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق) وفي بعض الروايات (وعن المجنون حتى يعقل) وفي بعضها (وعن المعتوه حتى يعقل) (122).