الإسلام فيه فهو الأصل وإنما ذكر تأثير الأبوين أنهما قد يحرفاه إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية قالوا: فيكون معنى الفطرة هنا: الإسلام.
ونقول لهم: أخطأتم في الاستدلال!! لأن هذا الحديث ورد في رواية أخرى صحيحة في صحيح مسلم (4 / 2049) أن النبي ص قال فيه (فإن كانا مسلمين فمسلم)!!
فاتضح بهذه الرواية فساد احتجاج من احتج بحديث الفطرة وقال ما قال فيه!! وإذا كان الأمر كذلك فينبغي لنا أن نوضح ما هو المراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (يولد على الفطرة) فنقول:
معنى الفطرة هنا أي الخلقة الأصلية التي لم يشبها شئ بعد، لأن المولود يولد ويخرج من بطن أمه لا علم عنده وخاليا من المعلومات بدليل قوله تعالى: * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) * النحل: 78، أي لتكسبوا المعلومات وتعقلوا الحقائق بهذه الحواس، فهذه الآية الكريمة قاطعة للشغب في هذه المسألة قطعا تاما والحمد لله.
فمعنى الحديث أن المولود يولد على الخلقة الأصلية السليمة وهي المراد بالفطرة، إذ لا يعتبر هذا المولود مشبعا بأي فكر من الأفكار وخاصة أفكار الكفر والالحاد أو الشرك، فتؤثر فيه بعد ذلك عادات وأحوال واعتقادات المجتمع الذي يعيش فيه فتجعله ينقاد إليها، فإذا بقي كذلك لم يتنبه إلى عقيدة الإسلام الصحيحة الحقة إلا بمن ينبهه عليها، ولذلك بعث الله تعالى الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين وأمر العلماء والدعاة بل جميع المسلمين بالتبليغ!!
وبعض الناس يقولون كما تقدم: لم يقل النبي ص وأبواه يجعلانه مسلما.
ونقول لهم: بل قال النبي ص (فإن كانا مسلمين فمسلم) فقوله صلى الله عليه وآله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة) لا يعني أن المولود عندما يولد تولد معه معلومات دينية في مختلف النواحي من العقيدة والفقه والحديث والتفسير وغيرها،