في فهم العلوم ولما انقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم، وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة وإلى كامل تنبعث من نفسه حقائق الأمور بدون التعليم؟ كما قال تعالى * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسه نار نور على نور) * وذلك مثل الأنبياء عليهم السلام إذ يتضح لهم في بواطنهم أمور غامضة من غير تعلم وسماع ويعبر عن ذلك بالإلهام. وعن مثله عبر النبي ص حيث قال (إن روح القدس نفث في روعي: أحبب من أحببت فإنك مفارقه وعش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به). وهذا النمط من تعريف الملائكة للأنبياء يخالف الوحي الصريح الذي هو سماع الصوت بحاسة الأذن ومشاهدة الملك بحاسة البصر ولذلك أخبر عن هذا بالنفث في الروع...) ا ه.
ولا نريد هنا أن نسهب أو نطيل بأكثر من هذا إذ قد فهم معنى العقل.
ثانيا: النصوص الشرعية الدالة على اعتبار العقل وأنه هو مناط التكليف:
لقد ذكر الله تعالى العقل في نحو (49) موضعا في كتابه العزيز وإليك بعض ذلك:
قال تعالى: * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) *.
وذكرت أيضا عبارة (لآيات لقوم يعقلون) في القرآن الكريم بعد الحث على التفكر والنظر في المصنوعات والمخلوقات لمعرفة الصانع والخالق سبحانه وتعالى في أكثر من آية منها في: (سورة الرعد: 4، وسورة النحل: 12، وسورة الروم:
24).
. وذم الله تعالى الكفار لأنهم لم يستعملوا عقولهم فقال عنهم: