بالكفر: كما تقول ضارب وضراب، فكذلك كافر وكفار.
وقال تعالى: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله، فأنى يؤفكون) * العنكبوت: 61، والإفك: أشد الكذب، قال القرطبي في تفسيره (13 / 361): (أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي!) ا ه أي بعد اعترافهم أن الله خالق السماوات والأرض!! وهذا دليل على أنهم قالوها غير معتقدين بها بل هم مضطرون لها عند الافحام.
الثاني: لا يجوز شرعا ولا عرفا ولا للتعليم أن يوصف أولئك الكفار المشركون بالتوحيد أو أنهم كانوا يوحدون توحيد ربوبية والله تعالى حكم عليهم بالكفر فقال: * (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) *. البتة.
الثالث: وهناك نصوص أخرى وأدلة صريحة تثبت أن أولئك الكفار كانوا لا يقرون بوجود الله ولا بوحدانيته ولا أنه هو المحيي المميت الخالق فيسقط بهذه الأدلة الاستدلال بالآيتين الشريفتين السابقتين على أن أولئك كانوا يوحدون ما يسمى بالربوبية، ومن تلك النصوص الصريحة قول الله تعالى:
* (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال من يحيي العظام وهي رميم؟! قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) * سورة يس: 78.
فهذا السائل يجهل بأن هناك خالق يحيي العظام وهي رميم، بل يستهزئ بالنبي ص الذي يصدع بذلك! وقد رد الله عليه في كتابه الكريم، فهل يقال عن مثل هذا إنه يوحد توحيد ربوبية؟!
وخصوصا أن الله أخبر عن حالهم فقال في كتابه العزيز: * (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) * الجاثية: 24.
ولو كان أولئك يقرون بتوحيد الربوبية وأن الله هو الخالق لما قال الله لهم:
* (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال