أن يكون هو المقتول (بالطف) فقال أنا عارف بمصرعي وما وكدي من الدنيا إلا فراقها ثم بين له الإمام (ع) زهد آبائه وإعراضهم عن زخارفها ومباهجها، وأضاف بعد هذا يقول:
يا عبد الله إياك أن تخيف مؤمنا فإن أبي حدثني عن أبيه عن جده علي ابن أبي طالب (ع) أنه كان يقول:
" من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظل إلا ظله وحشره على صورة الذر لحمه ودمه ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة أحدها الجنة ومن كسى أخاه المؤمن جبة عن عرى كساه الله من سندس الجنة وإستبرقها وحريرها ولم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسو منها سلك، ومن أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيبات الجنة ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أخدم أخاه أخدمه الله من الولدان المخلدين وأسكنه مع أوليائه الطاهرين ومن حمل أخاه المؤمن على راحلته حمله الله على ناقة من نوق الجنة وباهى به الملائكة المقربين يوم القيامة ومن زوج أخاه امرأة يأنس بها ويشد عضده ويستريح إليها زوجه الله من الحور العين وآنسه بمن أحبه من الصديقين من أهل بيت نبيه (ص) وإخوانه وآنسهم به ومن أعان أخاه المسلم على سلطان جائر أعانه الله على إجازة الصراط عند زلة الأقدام ومن زار أخاه المؤمن في منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوار الله وكان حقيقا على الله أن يكرم زائره ".
يا عبد الله: وحدثني أبي عن آبائه عن علي (ع) أنه سمع رسول الله (ص) يقول لأصحابه يوما: معاشر الناس إنه ليس بمؤمن من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه فلا تتبعوا عثرات المؤمنين فإنه من تتبع عثرة مؤمن اتبع الله عثرته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته.