نعم، في الوسائل في أول باب الميراث وقال الصدوق وقال النبي (صلى الله عليه وآله):
الإسلام يزيد ولا ينقص، قال وقال (صلى الله عليه وآله): لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، فالإسلام يزيد المسلم خيرا ولا يزيده شرا... إلى آخره (1). ولكن الظاهر من الوسائل أن الصدوق أيضا رواها مرسلا.
وكيف كان، فمع عدم وجود هذه الكلمة في جل روايات الأصحاب ومسانيدهم لا عبرة بإثبات ابن الأثير والعلمين من أصحابنا في بعض مصنفاتهما.
وعلى هذا فلو لم تكن القضية شخصية وأمكن أن يتعدد المروي تارة مع الزيادة وأخرى بدونها كما هي كذلك في المقام - حيث تكرر صدور قوله (صلى الله عليه وآله) لا ضرر ولا ضرار في عدة من الروايات - فلا تنافي بين ما يشتمل عليها وما لا يشتمل، إلا أنها حيث لم تثبت في شئ من مسانيد أصحابنا الإمامية فلا عبرة بها أصلا.
وأما الثانية: فلأن الرواية المشتملة عليها وإن كانت من طرقنا ويكفي في ثبوتها وجودها في الكافي إلا أن استفاضة هذا الحديث بدون هذه الزيادة من طرق الفريقين توجب وهنا فيها وإن كانت أصالة عدم الزيادة مقدما على أصالة عدم النقيصة، لأن تقديمها عليها ليس تعبديا صرفا، بل هو من باب بناء العقلاء وأبعدية الغفلة بالنسبة إلى الزيادة عن الغفلة بالنسبة إلى النقيصة.
وهذا البناء لا يجري فيما إذا تعدد الراوي من جانب مع وحدة الآخر كما في المقام، لأن غفلة المتعدد عن سماع كلمة " على مؤمن " في غاية البعد، هذا مع أنه يحتمل أن يكون الراوي الواحد زادها من جهة المناسبة بين الحكم والموضوع وأن المؤمن هو الذي يشمله العناية الإلهية ويستحق أن ينفى عنه الضرر امتنانا.
وعلى أي حال لا أثر لوجود هاتين الكلمتين، ولا يفرق معنى لا ضرر ولا ضرار بزيادتهما ونقصهما، أما كلمة " في الإسلام " فواضح، لأنها لو لم تكن في ذيل الحديث المبارك لكان المنفي أيضا هو الحكم المجعول في الإسلام.