كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٢
والآن فقد أذنت لكما فاذهبنا حيث شئتما راشدين!
قال: فخرج الزبير وطلحة إلى مكة، وخرج معهما عبد الله بن عامر بن كريز (1) وهو ابن خال عثمان، فجعل يقول لهما: أبشرا! فقد نلتما حاجتكما، والله لامدنكما بمائة ألف سيف.
قال: وقدموا مكة وبها يومئذ عائشة وحرضوها على الطلب بدم عثمان، وكان معها جماعة من بني أمية، فلما علمت بقدوم طلحة والزبير فرحت بذلك واستبشرت وعزمت على ما أرادت من أمرها، قال: وتكلمت بنو أمية ورفعت رؤوسها عند قدوم طلحة والزبير على عائشة ولم يزالوا يحرضوها على الطلب بدم عثمان، قال: وكتب الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى من كان بالمدينة من بني هاشم أبياتا مطلعها (2):
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم * ولا تنهبوه لا تحل مناهبه (3) إلى آخرها.
قال: فأجابه الفضل بن العباس بن [عتبة بن أبي لهب] (4) وهو يقول أبياتا مطلعها (5):
سلوا أهل مصر عن سلاح ابن أختكم (6) * فهم سلبوه سيفه وحرائبه (7) إلى آخرها.
وأقبل طلحة والزبير إلى عبد الله بن عمر وهو يومئذ مقيم بمكة (8)، فقالوا له:

(١) في الطبري ٥ / ١٦٦ وابن الأثير ٢ / ٣١٣ (أنه قدم عليهم من البصرة) وقد مر أنه هرب من البصرة بعد ما وليها عثمان بن حنيف. قال المسعودي إنه جهزم بألف ألف درهم ومائة من الإبل وغير ذلك (مروج الذهب ٢ / ٣٩٤).
(٢) كذا بالأصل، وفي المصادر التي ذكرت الأبيات لم يرد هذا البيت في مطلع الشعر.
(٣) ذكر عدة أبيات غيره في مروج الذهب ٢ / ٣٨٤ الاستيعاب ٣ / ٦٣٦ - ٦٣٧ الأغاني ٥ / ١٢٠.
(٤) عن مروج الذهب والاستيعاب، وبالأصل: ابن عبد المطلب تحريف.
(٥) كذا، ولم يرد هذا البيت في مطلع الأبيات في المصادر.
(٦) في مروج الذهب ٢ / ٣٨٤ ابن أختنا.
(٧) في مروج الذهب ٢ / ٣٨٤ والاستيعاب ٢ / 637 عدة أبيات.
(8) وكان ابن عمر - قد غادر إلى مكة معتمرا بعدما طلب إليه علي النهوض معه فاعتذر إليه وأبلغه أنه مقيم على طاعته إلى النهوض (الطبري 5 / 164 وانظر الإمامة والسياسة 1 / 59 - 60).
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست