ولا بد من تلك التي تجمع الورى * على لا حب يهدي إلى الحق أقوم فقد سئمت بيض الظبا من جفونها * وكانت متى تالف سوى الهام تسام وقد غضبت للدين باسط كفه * إليهن في الآفاق كالمتظلم وللعرب العرباء ذلت خدودها * وللفترة العمياء في الزمن العمي وللعز في مصر يرد سريره * إلى ناعب بالبين ينعق أسحم (1) وللملك في بغداد ان رد حكمه * إلى عضد في غير كف ومعصم سوام رتاع بين جهل وحيرة * وملك مضاع بين ترك وديلم كان قد كشف الامر عن شبهاته * فلم يضطهد حق ولم يتهضم وفاض وما مد الفرات ولم يجز * لوارده طهر بغير تيمم فلا حملت فرسان حرب جيادها * إذا لم تزرهم من كميت وأدهم ولا عذب الماء القراح لشارب * وفي الأرض مروانية غير أيم الا ان يوما هاشميا أضلهم * يطير فراش الهام عن كل مجثم كيوم يزيد والسبايا طريدة * على كل موار الملاط عثمثم وقد غصت البداء بالعيس فوقها * كرائم أبناء النبي المكرم فما في حريم بعدها من تحرج * ولا هتك ستر بعدها بمحرم فان يتخرم خير سبطي محمد * فان ولي الثار لم يتخرم أ لا سائلوا عنه البتول فتخبروا * أكانت له إما وكان لها ابنم واولى بوم من أمية كلها * وان جل أمر عن سلام ولرم أناس هم الداء الدفين الذي سر * إلى رمم بالطف منكم وأعظم هم قدحوا تلك الزناد التي ورت * ولو لم تشب النار لم تتضرم وهم رشحوا تيما لارث نبيهم * وما كان تيمي إليه بمنتمي على اي حكم الله إذ يأفكونه * أحل هلم تقديم غير المقدم وفي اي دين الوحي والمصطفى له * سقوا آله ممزوج صاب بعلقم ولكن أمرا كان ابرم بينهم * وان قال قوم فتلة غير مبرم بأسياف ذاك البغي أول سلها * أصيب علي لا بسيف ابن ملجم وبالحقد حقد الجاهلية انه * إلى الآن لم يظعن ولم يتصرم وبالثار في بدر أريقت دماؤكم * وقيد إليكم كل اجرد صلدم ويأبى لكم من أن يطل نجيعها * فتو غضاب من كمي ومعلم قليل لقاء البيض الا من الظبا * قليل شراب الكاس الا من الدم سبقتم إلى المجد القديم باسره * ويؤتم بعادي على الدهر أقدم إذا ما بنا شاده الله وحده * تهدمت الدنيا ولم يتهدم بكم عز ما بين البقيع ويثرب * ونسك ما بين الحطيم وزمزم فلا برحت تترى عليكم من الورى * صلاة مصل أو سلام مسلم وأقسم اني فيك وحدي لشيعة * وكنت أبر القائلين بمقسم وعندي على ناي المزار وبعده * قصائد تشرى كالجمان المنظم إذا أشامت كانت لبانة معرق * وان أعرقت كانت لبانة مشئم وكان ابن هانئ معاصرا للمتنبي وفي الديوان انه كتب إلى رجل زعم أنه لقي أبا الطيب المتنبي وقرأ عليه شعره فسأله أبو القاسم عارية الكتاب فاعاره إياه ثم أساء المعاملة في تقاضيه اه وفي هذه القصيدة مدح وثناء على المتنبي مما دل على انصاف ابن هانئ وذم لهم بأنهم لم يفهموا شعره وهذا منتخبها:
تنبأ المتنبي فيكم أعصرا * ولو رأى رأيكم في شعره كفرا مهلا فلا المتنبي بالنبي ولا * أعد أمثاله في مثله السورا تهتم علينا بمرآه وعلكم * لم تدركوا منه لا عينا ولا اثرا هذا على انكم لم تنصفوه ولا * أورثتموه حميد الذكر ان ذكرا ويلمه شاعرا أخملتموه ولم * نعلم له عندنا قدرا ولا خطرا فقد حملتم عليه في قصائده * ما يضحك الثقلين الجن والبشرا صحفتم اللفظ والمعنى عليه معا * في حاله وزعمتم انه حصرا فلو يصيخ إليكم سمع قائله * ما بات يعمل في تحبيره الفكرا أريتموني مثالا من روايتكم * كالأعجمي اتى لا يفصح الخبرا أصم وأعمى ولكني سهرت له * حتى رددت إليه السمع والبصرا كانت معانيه ليلا فامتعضت له * حتى إذا ما بهرن الشمس والقمرا ضجرتم واتانا من ملامكم * ومن معاريضكم ما يشبه الضجرا فلو رأى ما دهاني من كتابكم * وما دهى شعره منكم لما شهرا أعرتموني نفيسا منه في أدم * فمن لكم ان تعاروا البحث والنظر ويقال ان المتنبي كان يريد الذهاب إلى المغرب فلما سمع قول ابن هانئ:
تقدم خطى أو تأخر خطى * فان الشباب مشى القهقرى رجع وقال سد علينا ابن هانئ طريق المغرب وليست هذه القصيدة في ديوانه وقال يمدح المعر ويصف انتصاراته على الروم في البر والبحر:
ما أنس لا أنس اجفال الحجيج بنا * والراقصات من المهرية القود ذا موقف الصبر من مرمى الجمار ومن * مشاخب البدن قفرا غير معهود وموقف الفتيات الناسكات ضحى * يعثرن في صبرات الفتية الصيد يحرمن في الربط من مثنى وواحدة * وليس يحرمن الا في المواعيد ذوات نبل ضعاف وهي قاتلة * وقد يصيب كميا سهم رعديد قد كنت قناصلها أيام أذعرها * غيد السوالف في أيامي الغيد لا مثل وجدي بريعان الشباب وقد * رأيت املود غصني غير املود ورابني لون رأسي انه اختلفت * فيه الغمائم من بيض ومن سود في الله تصديق ما في النفس من أمل * وفي المعز الباس والجود وكان منقذ نفسي من عمايتها * فقلت فيه بعلم لا بتقليد هادي رشاد وبرهان وموعظة * وبينات وتوفيق وتسديد قد حاكمته ملوك الروم في لجب * وكان الله حكم غير مردود إذ لا ترى هبرزيا غير منعفر * منهم ولا جاثليقا غير مصفود هذموا قناك وقد ثارت أسنتها * فما تركن وريدا غير مررود حويت اسلابهم من كل ذي شطب * ماض ومطرد الكعبين املود وكل درع دلاص المتن سابغة * تطرى على كل ضافي النسج مسرود سود الغدائر في بيض الأسنة في * حمر الأنابيب من ردع وتجسيد لو كان للروم علم بالذي لقيت * ما هنئت أم بطريق بمولود كأنما بادرت منها سلوكهم * مصارع القتل أو جاءوا لموعود القى الدمستق بالصلبان حين رأى * ما انزل الله من نصر وتأييد فقل له حال من دون الخليج قنا * سمر وأذرع ابطال مناجيد أعيا عليه أ يرجو أم يخاف وقد * رآك تنجز من وعد وتوعيد