تلك الجزيرة من ثغورك برزة * نور النبوة فوقها يتهلل ارض تفجر كل شئ فوقها * بدم العدى حتى الصفا والجندل لم يبق فيها للأعاجم ملجأ * يلجا إليه ولا جناب يؤهل منع المعاقل أن تكون معاقلا * موج الأسنة فوقها يتصلصل فكتائب أعجلتها لم تنجفل * وكتائب في اليم خاضت تجفل والموج من أنصار باسك خلفها * فالموج يغرقها وسيفك يقتل وقال يمدح المعز من قصيدة:
نوى أبعدت طائية ومزارها * الا كل طائي إلى القلب محبوب سلو طئ الاجبال أين خيامها * وما اجأ الاحصان ويعبوب إذا لم أذد عن ذلك الماء وردهم * وان حن وراد كما حنت النيب فلا حملت بيض السيوف قوائم * ولا صحبت سمر الرماح أنابيب وما تفتأ الحسناء تهدي خيالها * ومن دونها اسآد خمس وتأويب وما راعني الا ابن ورقاء هاتف * بعينيه جمر من ضلوعي مشبوب الا أيها الباكي على غير ألفه * كلانا فريد بالسماوة مغلوب فلا شدو الا من رنينك شائق * ولا دمع الا من جفوني مسكوب ولا مدح الا للمعز حقيقة * يفصل درا والمديح أساليب نجار على البيت الامامي معتل * وحكم إلى العدل الربوني منسوب وما هو الا ان يشير بلحظة * فتمخر فلك أو تغذ مقانيب ولم أر زوارا كسيفك للعدي * فهل عند هام الروم أهل وترحيب إذا ذكروا آثار سيفك فيهم * فلا القطر معدود ولا الرمل محسوب وفيما اصطلوا من حر باسك واعظ * وفيما أذيقوا من عذابك تأديب ولكن لعل الجاثليق يغره * على حلب نهب هنالك منهوب وثغر بأطراف الشام مضيع * وتفريق أهواء مراض وتخريب ومن دون شعب أنت حاميه معرك * وبئ وتصعيد كريه وتصويب وجرد عناجيج وبيض صوارم * وصيابة (1) مرد وكرامة (2) شيب وسفن إذا ما خاضت اليم زاخرا * جلت عن بياض النصر وهي غرابيب تشب لها حمراء قان أوارها * سبوح لها ذيل على الماء مسحوب لقيت بني مروان جانب ثغرهم * وحظهم من ذاك خسر وتتبيب وعار بقوم اعدوا سوابحا * صفونا بها عن نصرة الدين تنكيب وقد عجزوا في ثغرهم عن عدوهم * بحيث تجول المقربات اليعابيب وجيشك يعتاد الهرقل بسيفه * ومن دونه السيم الغطامط واللوب يخضض هذا الموج حتى عبابه * إذا التج من هام البطاريق مخضوب ومن عجب ان نشجر الروم بالقنا * فتوطأ أغمار وهضب شناخيب ونوم بني العباس فوق جنوبهم * ولا نصر الأقينة وأكاويب سيجلو دجى الدين الحنيف سرداق * من الشمس فوق البر والبحر مضروب وعزم يظل الخافقين كأنه * على أفق الدنيا بناء وتطنيب وحسبي مما كان أو هو كائن * دليلان علم بالإله وتجريب ولم تخترق سجف الغيوب هواجسي * ولكنه من حارب الله محروب أراني إذا ما قلت بيتا تنكرت * وجوه كما غشى الصحائف تتريب أ في كل عصر قلت فيه قصيدة * علي لأهل الجهل لوم وتثريب ارى أعينا خزرا إلي وانما * دليلا نفوس الناس بشر وتقطيب ومن أشهر وقائع المعز مع الروم وقعة المجاز التي هزموا فيها هزيمة شنعاء أصبحت بعدها البلاد العربية والاسلامية في مامن من غوائلهم وتهديدهم وفي هذه الوقعة يقول ابن هاني منن قصيدة طويلة:
يوم عريض في الفخار طويل * لا تنقضي غرر له وحجول مسحت ثغور الشام أدمعها به * ولقد تبل الترب وهي همول قل للدمستق مورد الجمع الذي * ما أصدرته له قنا ونصول سل رهط منويل وأنت غررته * في اي معركة ثوى منويل منع الجنود من القفول رواجعا * تبا له بالمنديات قفول وبعثت بالأسطول يحمل أعدة * فأثابنا بالعدة الايطول أدى إلينا ما جمعت موفرا * ثم انثنى في اليم وهو جفول ومضى يخف على الجنائب حمله * ولقد يرى بالجيش وهعو ثقيل جاءوا وحشو الأرض منهم جحفل * لجب وحشو الخافقين صهيل ثم انثنوا لا بالرماح تقصد * باد ولا بالمرهفات فلول قد تسضاف الأسد في آجامها * جهلا بهن وقد يزار الغيل لم يتركوا فيها بعجاج الردى * الا النجيع على النجيع يسيل نحرت بها العرب الأعاجم انها * رمح امق ولهذم مصقول وبها يخاطب المعز:
لا تعدمنك أمة أغنيتها * هديتها تجلو العمى وتنيل وله قصيدة يمدح بها يحيى بن علي الأندلسي على وزن قصيدة المتنبي ورويها التي يقول فيها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم وقصيدة ابن هانئ تضاهيها ولا تقصر عنها بقول فيها:
وتغدو على يحيى الوفود ببابه * كما ابتدرت أم الحطيم المواسم فتى الملك يغنيه عن السيف رأيه * ويكفيه من قود الجيش العزائم أخو الحرب وابن الحرب جر نجاده * إليها وما قدت عليه التمائم وليس كما قالوا المنية كاسمها * ولكنها في كفه اليوم صارم ويعدل في شرق البلاد وغربها * على أنه للبيض والسمر ظالم تشكين ان لأفين منه تقصدا * فأين الذي يلقي الليوث الضراغم ولو أن هذا الأخرس الحي ناطق * لصلت عليك المقربات الصلادم تمشت شموس طلقة في جلودها * وضمت على هوج الرياح الشكائم تعرضها للطعن حتى كأنها * لها من عداها اضلع وحيازم وتطعنهم لم تعد نحرا ولبة * كأنك في عقد من الدر ناظم وكم جحفل مجر قرعت صفاته * بقارعة يصلي بها وهي جاحم أتتك به الآساد زئيرها * فصارت عن جانبيك القشاعم اتوك فما خروا إلى البيض سجدا * ولكنما كانت تخر الجماجم ولو حاربتك الشمس دون لقائهم * لأعجلها جند من الله هازم سبقت المنايا واقعا بنفوسهم * كما وقعت قبل الخوافي القوادم تقود الكماة المعلمين إلى الوغى * لهم فوق أصوات الحديد هماهم غدوا في الدروع السابغات كأنما * تدير عيونا فوقهن الأراقم فليس لهم الا الدماء مشارب * وليس لهم الا النفوس مطاعم يودون لو صيغت لهم من حفاظهم * وإقدامهم تلك السيوف الصوارم ولو طعنت قبل الرماح أكفهم * ولو سبقت قبل الأكف المعاصم