عرجت بطور كربلاء منشقا * من طيب ربى تلك المغاني عبقا آنست منها نار الجوى مستعرا * مذخر بها كليم قلبي صعقا وكتب المترجم إلى السيد حيدر الحلي وأرسل إليه منظرة من در النجف:
لو انني صغت عين الشمس منظرة * نالت بعينيك اقصى غاية الشرف لكنها وهي في أعلى مطالعها * أنى تقاس بدر من حصا النجف وكتب إلى السلطان عبد الحميد حين اجرائه الماء لأهل النجف وكانت الكتابة بواسطة والي بغداد:
شكرا امام المسلمين على * صنائعك السنية أجريت نهرا بالغري * به مننت على الرعية وسقيتها العذب الفرات * على الظما سقيا هنيه فإليك بالدعوات قد * عجت بأكباد رويه وكان في مجلس مع جماعة من الأدباء فيهم السيد جعفر زوين النجفي فدفع السيد جعفر إليه سبحة فاخرة من اليسر ثم افتقدها حالا فقيل له اخذها ابن عمه السيد هادي زوين فكتب إلى السيد جعفر يعلمه بالحال:
لقد كنت أتحفت المحب بسبحة * بها اليسر أضحى فوق رأسي يخفق أغار الفتى الهادي عليها بفطنة * فاودعها الكف التي ليس تنفق فحسبكم هذا التفاوت بينكم * فإنك تعطي وابن عمك يسرق فاجابه السيد جعفر يقول:
ما كنت احسب قبل قولك انه * نظم امرؤ منا بسلك السرق حتى أنت لي منك ما لو قالها * أحد سواك حسبته لم يصدق فلعلها صاع العزيز ولم يكن * علم ابن إسرائيل حيلة مشفق وكتب إلى أخيه الميرزا صالح حين انقطع ماء النجف وقد كان وعده ان يرسل إليه رواية مع غلام له اسمه منصور لنقل الماء من الكوفة إلى النجف فقال:
فديناك ان البركة اليوم ماؤها * لقد غاض حتى مس من اجله الضر وليس سوى البحر الذي تعهدونه * على أنه والله لا يشرب البحر فإن لم تغثنا من نداك عجالة * برادية ملأى ويحملها المهر بحيث بها منصور نحوي يستقي * من الجسر ماء ليت لا بعد الجسر والا فاني قد هلكت من الظما * وان مت عطشانا فلا نزل القطر واجتمع يوما مع حكيم بك ومحمود بك أولاد المفتي محمد أفندي الزهاوي وقد كتبا كتابا إلى أخيهما رشيد باشا فكتب على كتابهما إليه يقول:
إلى الشهم الرشيد سلام صب * يؤديه له القلب السليم وأشكر عنده الأخوين فيما * بنا فعلا فخيرهما عميم حكيم صار محمودا لدينا * ومحمود لمرضانا حكيم وله في وصف المركبة التي كانت تسير بين بغداد والكاظمية على الحديد وتجرها الجياد:
وزاخرة تسنمنا ذراها * جرت فوق الصعيد بغير ماء على سكك الحديد لها رنين * على سمعي ألذ من الغناء يجاذبها السرى فرسا رهان * فكل حمى عليها غير نائي يظللنا بها منها شراع * يطير بها إلى أفق السماء تواصل أختها حتى إذا ما * رأتها ودعت عند اللقاء ترى مقصورة في الجو تسري * مزخرفة مشيدة البناء تصد الشمس اني واجهتنا * فتحجبها وتاذن للهواء فكم حملت من الفتيان شتى * وهم فيها كإخوان الصفاء ينادم بعضهم بعضا سرورا * وما انتسبوا إلى بلد سواء إذا ما قبة العلمين لاحت * لديها وهي لامعة السناء بنا أرست على جودي موسى * على باب الحوائج والرجاء أنخت به مع العافين ركبي * فبلغني به اقصى منائي وكتب إلى الميرزا مهدي ابن الميرزا صالح الشهرستاني الكربلائي:
لي مقلة ترنو إلى إيران * وحشاشة تصبو إلى طهران ومدامع تهمي دماء كلما * حنت مطوقة على الأغصان شوقا إلى الندب الكريم أخي العلا * المنتمي للشم من عدنان ذاك الذي زادت به شرفا على * شرف قبيلة آل شهرستان وكتب إليه أيضا لما رجع:
حييت من قادم كريم * قدمت بالمجد والبهاء جئت بجمع السرور حتى * أذهبت مستجمع العناء وجرت مخاصمة للمترجم مع بعض اليهود في أراضي الهندية فكتب إلى المدعي العام علي العمري:
ان الذين بخيبر أفناهم * تحت السنابك في سريته أبي هذي بقيتهم تحاول ثارها * وتقول لي أنت ابن قاتل مرحب وكان للسيد جعفر الحلي الشاعر المشهور زوجة لها خال يزرع الأرز ويرسل إليها كل سنة ما يكفيها فمضت زوجته سنة إلى خالها فوجدت بيدره قد احترق فرجعت خائبة فكتب السيد جعفر إلى المترجم:
لي زوجة كان أخو أمها * يحسن في حالي وفي حالها يهدي لها العنبر من أرزه * والجوع لا يخطر في بالها والعام نالت زرعه جمرة * فاحترق العنبر من خالها إذا درت انك واصلتني * زارت على رقبة عذالها فكتب المترجم في جوابه:
اكتب لها تأتيك في سرعة * واقتبل العمر باقبالها والكل منا لك يحبو غنى * فاستغن من مالي ومن مالها وأرسل المترجم إلى نعمان أفندي الآلوسي حين قدم من استانبول في العيد برقية فيها هذان البيتان:
حباك مولاك سرورا كما * حباك في عز تأييد ونلت من دهرك اقصى المنى * بالفرحتين العود والعيد وأرسل إلى النقيب وقد قدم من استانبول في العيد برقية فيها هذان البيتان:
عيدان في الزوراء زالت منهما * عنا النحوس وآذنت بسعود