سيارة جيب يمتطيها عدد من رجال الدرك.
ولدى وصول الموكب إلى روضه السيدة زينب تؤدي قوة من رجال الدرك التحية لجثمان الفقيد وبعد ان يوارى جثمانه التراب يتقبل آل الفقيد وممثلو الطائفة الجعفرية التعازي ويتولى الدرك حفظ الأمن في روضة السيدة زينب.
ومما قالته الصحف الدمشقية أيضا ان وزير إيران المفوض في دمشق تلقى برقية من حكومته بتمثل الدولة الإيرانية في تشييع الجثمان كما تلقى القائم باعمال المفوضية الباكستانية والقائم بالأعمال العراقي برقيات مماثلة للاشتراك في التشييع باسم حكومتيهما كما أن رجال السلك السياسي العربي والإسلامي والمطارنة ورجال الاكليروس المسيحي اشتركوا في التشييع.
وقالت الصحف الدمشقية: ان رئيس الدولة السورية أصدر مرسوما يمنح الامام المجتهد الأكبر المغفور له السيد محسن الأمين الحسيني وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تخليدا لأعماله المجيدة ومواقفه الوطنية وخدماته الجلي التي أداها للبلاد.
ثم قالت: إنه جرى احتفال رسمي بتقليد الوسام على نعش الفقيد.
وفي صبيحة يوم التشييع من المدرسة المحسنية بدمشق إلى مقام السيدة زينب، نشرت الصحف الدمشقية وصفا ضافيا للموكب العظيم الذي استقبلت به العاصمة السورية جثمان الفقيد في اليوم السابق، ونشرت إلى جانب ذلك صورا كثيرة من مشاهد الموكب أثناء مسيره من الحدود اللبنانية السورية حتى المسجد الأموي. ومن ذلك ما نشرته جريدة النصر تحت هذه العناوين:
عشرات الألوف من لبنان وسورية تواكب جثمان المجتهد الأكبر، دمشق تزحف اليوم وراء نعش العالم الأكبر، رجال السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والأكليروس يشتركون بالتشييع، وبعد ان وصفت الموكب العظيم الذي رافق الجثمان ووصوله إلى الحدود السورية وخروج موكب دمشق لملاقاته على الحدود قالت:
وكان موقف رهيب تناثرت فيه الدموع وثارت الأحزان عندما التقى السوريون واللبنانيون على جثمان الراحل الكبير الذي كانت صوره المجللة تملأ السيارات والجدران وقد قامت ثلة من الدرك بأداء التحية للجثمان، وعلى الأثر جرى تنظيم الموكب فسارت في الطليعة قوات الدرك على سيارات الجيب ثم سيارة الجثمان وتلتها سيارات ممثلي رئاسة الدولة ورئاسة الأركان العامة وآل الفقيد وبعدها سيارات الشخصيات اللبنانية الكبيرة فسيارات المشيعين، وقد سار الموكب العظيم الذي لم تشهد البلاد له مثيلا بتؤدة على ألحان الذكر الحكيم ينطلق من مذياع سيارة خاصة.
وقالت الجريدة نفسها تحت هذه العناوين:
من المسجد الأموي إلى روضة السيدة زينب تكتظ الشوارع بمشيعي المجتهد الأكبر، جثمان المجتهد الأكبر يحمل على اكف المشيعين ويطوف بمقابر آل البيت ثم ضريح السيدة زينب الكبرى:
سارت دمشق يوم أمس في مواكب صامتة حزينة تكفكف دمعا ينساب من محاجر مقرحة، وتكبح لهثات وانفاسا تطلقها قلوب وأكباد موجعة مدماة... سارت وراء نعش المحسن الأمين تودعه الوداع الأخير، وتتحسس مشاعرها الهائمة وراء جدثه الطاهر آخر اللمحات والأطياف لتعود إلى ذواتها راضية مرضية بما قدره الله وليست لقدرته تعالى مرد. سنته في خلقه وسطوره في كتابه ولن تجد لسنة الله تبديلا...
ولقد بعثت النصر بمندوبها الخاص يلتقط بقلمه كل مشهد ويسجل بعدسته كل نامة أو حركة... فنحن مع الفقيد في دنياه المنصرمة وتأليفه الخالدة وخاتمته الحميدة تاريخ صادق محبب وكتاب كله تقدير واحترام للفضل والجهاد والنبل...
ويرى في الصورة العليا نعش الفقيد محمولا على الأكف وقد تجمهر الأحباء أمامه والمؤذنون كما سار خلفه ممثلو الحكومة الرسميون.
وقد تلت ذلك صورة المواكب المشيعة تتقدمها الشخصيات الرسمية الكبرى ثم في المقطع الأخير يرى طلبة الكلية الشرعية ورجال العلوم الدينية.
وفي الصورة الثانية يرى النعش وهو ينقل من السيارة التي حملته من الباب الصغير إلى روضة السيدة زينب الكبرى وفي الصورة الثالثة يرى النعش وهو يطوف حول ضريح السيدة بنت الرسول كما يرى في الصورة الرابعة كبار المشيعين من لبنان.
ونعته جريدة بردى تحت هذه العناوين:
وفاة المجتهد الأكبر رزء فادح للعروبة والاسلام، عرفناه أيام النضال الوطني أشد حماسة من الشباب.
استأثرت رحمة الله بالعلامة الكبير، والزعيم التقي الوقور، المؤمن بربه. والمجاهد في سبيل عزة قومه، ومجد بلاده، المجتهد الأكبر السيد محسن الأمين العاملي، زعيم الطائفة الجعفرية في العاصمة السورية، فقد فاضت روحه الكريمة صباح يوم الأحد في المستشفى في بيروت بعد ان امضى فيه أمدا ليس بالقصير وأعيا نطس الأطباء التغلب على الداء، وهكذا طوى الردى علما خافقا، وزعيما مطاعا، وتقيا مؤمنا، ومسلما محمديا، ومجاهدا وطنيا وقوميا، وعالما جليلا، وأديبا فحلا، وخطيبا بليغا، وواعظا هاويا.
عرفناه في أيام النضال الوطني، فكان أشد حماسة، وأكثر جرأة من الشباب، وعرفناه في عهد الحرية والاستقلال فكان المرشد الحكيم، والباني الحاذق وعرفناه داعيا قوميا، وزعيما دينيا، همه الاصلاح ووحدة الكلمة، وتأليف القلوب، وعقد الخناصر في سبيل المصلحة الوطنية والقومية والدينية، ونشر لواء العلم فأسس المدارس ووقف عليها الوقوف. وتخرج على يديه عدد كبير ممن يضطلعون بأعباء اسمى المقامات، وقد طاف العراق ولبنان وسورية يبث في النفوس روح الاخاء وكان يأسف أشد