لست تلقى سواهم قط قطبا * ان أدارت ارجاءها الهيجاء والحائري نسبة إلى الحائر الحسيني وهو كربلاء فإنها تسمى بالحائر أقوال العلماء في حقه عالم جليل محدث أديب شاعر خطيب كان من أفاضل أهل العلم بالحديث متبحرا في الأدب والتاريخ حسن المحاضرة جيد البيان طلق اللسان ماهرا في العربية خطيبا مصقعا شارعا مفلقا.
وقال في حقه السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة وبعض نقل ترجمته عن رسالة حفيده المذكور المطبوعة في الهند ولعلها هي الإجازة المذكورة قال: كان آية في الفهم والذكاء وحسن التقرير وفصاحة التعبير شاعرا أديبا له ديوان حسن وله اليد الطولى في التاريخ والمقطعات وكان مرضيا مقبولا عند المخالف والمؤالف اه.
وممن ذكره عصام الدين العمري الموصلي في كتابه الروض النضر في ترجمة أدباء العصر فاورد فيه اسجاعا كثيرة من جملتها: العلامة السيد نصر الله المشهدي الحسيني:
وحيد أريب في الفضائل واحد * شذا مثل بسم الله فهو مقدم إذا كان نور الشمس لازم جرمها * فطلعته الزهراء نور مجسم واسطة عقد بيت السيادة وإكليل هام النجابة والسعادة تجسم من شرف باهر وكرم سعى إليه الظلف والحافر قد جمع اشتات الكمال وملك أصناف المعال فهو مزن الفضل الهاطل وعقد جيد الأدب العاطل سما بعلمه وكماله فلم تر العيون مثل طلعته ولا رقى أهل الأدب إلى أكرم من تلعنه فادبه مما يبهر العقول ويحير افهام الفحول قد عاشرته فرأيت منه في معرفة أبيات العربية ما يعيي الفصحاء ويبهر البلغاء فمما اتفق انه في مجلس السيد عبد الله كاتب ديوان بغداد قرأت أبياتا من ديوان أبي تمام فكشف عن خرد تلك الابكار كثيف اللثام فرأيت منه كل غريب ومعرفة ما نالها في هذا العصر أديب بفصاحة بيان وطلاقة لسان فلم أر فيمن رأيته مثل هؤلاء الثلاثة العلامة صبغة الله والسيد عبد الله وهذا الفاضل بحور أدب لا يحتاجون في السؤال والجواب إلى مراجعة رسالة أو كتاب له شعر رائق ونثر فايق مع أنه لم يعتن بذلك حصده كف الدهر ولم يواع صفوة شبابه ولا كثرة علمه وآدابه.
مشايخه منهم المحدث السيد باقر المكي ويروي عنه بالإجازة عن السيد علي خان المدني ومنهم الشيخ احمد الجزائري والمولى محمد حسين الطوسي البغجمي والمولى محمد صالح الهروي والشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني والشريف أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي الغروي ويروي عنه عن المجلسي والشيخ علي ابن الشيخ محمد قنديل والميرزا عبد الرحيم وللمترجم طرق كثيرة اوردها في كتابه سلاسل الذهب.
تلاميذه ومن يروي عنهم تلمذ عليه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن الحسن النحوي الشهير بالشيخ احمد النحوي والسيد حسين ابن المير رشيد التقوي الحائري وغيرهما، ويروي عن جماعة من العلماء منهم المحدث الجليل محمد باقر المكي تاريخها سنة 1130 عن السيد علي خان المدني شارح الصحيفة ومنهم الشيخ احمد الجزائري تاريخها سنة 1126 عن المولى محمد نصير عن المولى محمد تقي المجلسي ومنهم المولى محمد حسين الطوسي البغجمي تاريخها سنة 1125 عن الحر العاملي والمولى محمد باقر المجلسي والمولى الفاضل محمد أمين الكاظمي صاحب المشتركات ومنهم الشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان البحراني عن أبيه عن أبيه عن الشيخ البهائي ومنهم المولى أبو الحسن الشريف العاملي الغروي تاريخها سنة 1127 عن العلامة المجلسي والسيد محمد صالح الخاتون آبادي ومنهم الشريف أحمد بن محمد مهدي الخاتون آبادي تاريخها سنة 1124 ذي القعدة ومنهم المولى محمد صالح الهروي ومنهم الشيخ ياسين بن صلاح الدين بن علي بن ناصر بن علي البلادي البحراني واما من يروي عن السيد نصر الله فأكثر من أن يحصوا كما يظهر من الإجازات.
سيرته كان يدرس في الروضة الشريفة الحسينية وكان زوارا للأمراء كثير السفارة فيما بينهم خرج إلى إيران وطاف فيها وأقام مدة، من جماعي الكتب والآثار. وفي اجازة السيد عبد الله الجزائري المتقدمة انه سافر إلى إيران مرارا ورزق من أهلها الحظ العظيم وقدم إلى بلادنا سنة 1142 وفيها عساكر خراسان واتصل بفهرمان العسكر فبجله وعظم امره وصعد معهم إلى بلاد العراق وخراسان ثم رأيته ببلدة قم أوان انصرافي إلى زيارة الرضا ع وكان يدرس بالاستبصار ويجتمع في مدرسته جمع كثير من الطلبة وغيرهم اعجابا منهم بحسن منطقه وكان حريصا على جمع الكتب موفقا في تحصيلها حدثني انه اشترى في أصفهان زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة بثمن بخس ورأيت عنده من الكتب الغريبة ما لم أره عند غيره منها تمام مجلدات البحار وكان بعضها لم يخرج إلى البياض فيقال ان الميرزا عبد الله بن عيسى الأفندي كان له اختصاص ببعض ورثة المجلسي وهو الذي صارت هذا الأجزاء في سهمه عند تقسيم الكتب فاستعارها منه ونقلها إلى البياض بنفسه ثم لما قسمت كتب الميرزا عبد الله بين ورثته وحصل لي اختصاص بالذي وقعت في سهمه استعرتها واستكتبتها ولم يكن عندي درهم واحد فسخر الله من بذل المئونة حتى كملت ثم إن هذه الكتب بقيت مخزونة عند ورثة السيد نصر الله وأظنها تلفت ولما سار إلى مشهد الرضا حصلت بينه وبين المولى رفيع الدين الجيلاني المقيم بالمشهد منافرة انتهت إلى الهجرة والقطيعة لأسباب لا حاجة إلى ذكرها فرجع السيد إلى موطنه. ولما دخل سلطان الفرس المشاهد المشرفة في النوبة الثانية وتقرب إليه السيد أرسله بهدايا وتحف إلى الكعبة المعظمة فاتى البصرة وسافر إلى الحجاز من طريق نجد وأوصل الهدايا وأتى إليه الامر بالشخوص سفيرا إلى سلطان الترك لمصالح تتعلق بأمور الملك والملة فلما وصل إلى قسطنطينية وشي به إلى السلطان بفساد المذهب وأمور أخر فاحضر وقتل شهيدا وقد تجاوز عمره الخمسين رحمة الله عليه وكان كثير التعويل على المنامات يتطلب لها وجوه التفاسير والتعابير اه.
قال المؤلف: المراد بسلطان الفرس نادر شاة وبسلطان الترك السلطان