من الشعر وقد خمستهما وشطرتهما وطلب مني ان اخمسهما قبل ان ارى تخميسه فقلت:
قد ضاقت السبل والأرواح في وهج * والضر في القلب والاحشاء والمهج بالله أقسم لا بالبيت والحجج * لن أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي وتقبلوني على عيبي ونقصاني قد أسعر القلب والعينان في ذرف * والصدر في قلق والروح في تلف وقد أتيت لدفع الحزن واللهف * فان رضيتم فيا عزي ويا شرفي وان أبيتم فمن أرجو لغفراني فاعترض على قوله بالله أقسم لا بالبيت والحجج حيث وقع القسم بالله لا بالحجج فأجبته بقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
بالله أقسم لا بالذاريات ولا * بالعاديات ولا بالنجم والفلق فاستحسن الجواب ثم أنشدني تخميسه وهو:
يا سادة نورهم في الصبح كالبلج * وفيض نائلهم للوفد كاللجج وترب اعتابهم كالمسك في الأرج * لن أبرح الباب حتى تصلحوا عواجي وتقبلوني على عيبي ونقصاني سودت وجهي بما أودعت في صحف * وقد مددت إليكم كف معترف بالذنب من أبحر الغفران مغترفي * فان رضيتم فيا عزي ويا شرفي وان أبيتم فمن أرجو لغفراني وله في أمير المؤمنين ع:
يا عين هذا المرتضى حيدر * هذا البطين الأنزع الأطهر هذا الذي رايات أوصافه * في راحة الذكر غدت تنشر واليوم أكملت لكم دينكم * عن سر ما قد قلته تخبر هذا الذي للناس في سيفه * وسيبه النيران والابحر هذا الذي ارغم صمصامه * أنف قريش بعد ما استكبروا وجدل الأبطال في بدرهم * ووجهه كالشمس إذ تسفر هذا الذي لو كانت الجن والإنس * واملاك السما تسطر وكانت الأشجار أقلامهم * وحبرهم ما حوت الأبحر لم يحرزوا معشار عشر الذي * له من الفضل ولم يحصروا أحسن بها من روضة غضة * أريجها كالمسك بل اعطر ودت دراري الشهب لو أنها * على ثراها كالحصى تنثر وكيف لا وهي جناب لمن * دان له الأسود والأحمر من شرف البيت بميلاده * وحجره والحجر الأنور وقد صفا عيش الصفا فيه والمروة * أضحت بالهنا تخطر وكم به نالت منى من منى * قبل بها بشرت الأعصر وزال خوف الخيف فيه وقد * تنعم التنعيم والمشعر فاسمع أمير النحل نظما غدا * كالشهد ألباب الورى يسحر وكن كفيلا بخلاص امرئ * ما زال في بحر الخطا يغمر وقال في التشوق إلى كربلاء المشرفة ومدحها ومدح ريحانة رسول الله ص أبي عبد الله الحسين ع:
يا تربة شرفت بالسيد الزاكي * سقاك دمع الحيا الهامي وحياك زرناك شوقا ولو أن النوى فرشت * عرض الفلاة لنا جمرا لزرناك وكيف لا وقد فقت السماء علاء * وفاق شهب الدراري الغر حصباك وفاق ماؤك أمواه الحياة وقد * ازرى بنشر الكبا والمسك رياك رام الهلال وان جلت مطالعه * ان يغتدي نعل من يسعى لمغناك وودت الكعبة الغراء لو قدرت * على المسير لكي تحظى بمرآك اقدام من زار مثواك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه طاب مثواك ولا تخاف العمى عين قد اكتحلت * أجفانها بغبار من صحاراك فأنت جنتنا دنيا وآخرة * لو كان خلد فيك المغرم الباكي وليس غير الفرات العذب فيك لنا * من كوثر طاب حتى الحشر مرعاك وسدرة المنتهى في الصحف منك زهت * طوبى لصب تملى من محياك كم خضت بحر سراب زادني ظما * سفينة العيس من شوقي للقياك كم قد ركبت إليك السفن من شغف * فقلت يا سفن بسم الله مجراك لله أيام انس فيك قد سلفت * حيث السعادة من أدنى عطاياك فكم سقيت بها العاني كؤوس منى * ممزوجة بالهنا سقيا لسقياك وكم قطفنا بها زهر المسرة من * وصال قوم كرام الأصل نساك كأنهم أبحر جودا ولفظهم * كأنه درر من غير أسلاك فالآن تنهل سحب الدمع من كمد * مهما تبدت بروق من ثناياك وها انا اليوم بكاء تساورني * من الأسى جية تعزى لضحاك حياك ربي وحيا سادة نزلوا * في القلب منى وان لاحوا بمغناك ولا برحت ملاذا للأنام ومصباح * الظلام وبرء المدنف الشاكي وأرسل إلى الحاج محمد جواد عواد البغدادي بهذه الأبيات:
ما عليكم لوجدتم بالتلاقي * وشفعتم تقبيلكم بالعناق فلو انا على اللقاء قدرنا * لسعينا ولو على الأحداق لكن الدهر خاننا فسقانا * بعد شهد الوصال صاب الفراق فإلى الله لا إلى العبد نشكو * ألم البعد فهو مر المذاق فاعد لي يا دهر تلك الليالي * مع رفاق أكرم بهم من رفاق أسد في الحروب تثني عليهم * ألسن السمر والصفاح والرقاق نشرت راية الثناء عليهم * بيمين السخاء في الآفاق قيدوا أنفس الورى في هواهم * فهو طوع لهم على الاطلاق وبهم زين الزمان فهم في * عنق الفخر منه كالأطواق سيما الماجد الجواد الذي قد * ملك المكرمات باستحقاق فإذا ما جرى بمضمار نظم * يغتدي محرزا يراع السباق ولكن قال غيره الشعر لكن * صهيل الجواد غير النهاق فسوى النصر ما له من قرين * في المعالي وفي المعاني الدقاق فهما قرقدا سما الفخر قرطا * سمعي المجد بين أهل العراق إذ هما قد تشطرا ضرعي الجود * وحفظ الاخاء والميثاق فسلام عليهما ما تثنت * قضب الوجد من نسيم اشتياق وقال وأرسلها إلى مكة إلى الحاج محمد جواد المتقدم الذكر:
يا من غدا جارا لزمزم والصفا * عيشي وحق الله بعدك ما صفا ولقد عجبت لعاذل ما انصفا * أيظن قلبي من حديد أو صفا ما للعذول وما لي * روحي فداك ومالي مولاي ملك الوجد بعدك ما عفا * عن مغرم منه التجلد قد عفا عمن له شحط النوى قد اضعفا * فعلى حياتي بعد بعدكم العفا يا من بهم انا غالي * وبحبهم انا غالي يا أيها المولى العزيز المصطفى * دمعي غدا يحكي السحاب الأوطفا