منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي فإنه كان من كبار أهل اللغة وكان ثقة صدوقا واخذ عن الشيخ أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي وكان يصلي إماما بالامام المقتفي لأمر الله وصنف له كتابا لطيفا في علم العروض وألف كتبا حسنة وقرأت عليه وكان منتفعا به لديانته وحسن سيرته اه وذكره ابن خلكان فقال: أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي البغدادي الأديب اللغوي كان إماما في فنون الأدب وهو من مفاخر بغداد قرأ الأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي يحيى بن علي ولازمه وتلمذ له حتى برع في فنه وهو متدين ثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط صنف التصانيف المفيدة وانتشرت منه مثل شرح أدب الكاتب والمعرب ولم يعمل في جنسه أكثر منه وتتمة درة الغواص للحريري سماه التكملة فيما يلحن فيه العامة إلى غير ذلك وكان يختار في مسائل النحو مذاهب غريبة وكان في اللغة أمثل منه في النحو وخطه مرغوب فيه يتنافس الناس في تحصيله والمغالاة فيه وسمع ابن الجواليقي من شيوخ زمانه وأكثر واخذ الناس عنه علما جما وينسب إليه من الشعر شئ قليل اه.
وذكره وأباه احمد السمعاني في الأنساب فقال: الجواليقي أبو طاهر أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسين الجواليقي والد شيخنا أبي منصور كان شيخا صالحا سديدا وابنه الإمام أبو منصور موهوب بن أبي طاهر الجواليقي من أهل بغداد كان من مفاخر بغداد بل العراق وكان متدنيا ثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي والقاضي أبي الفرج البصري وتلمذ لهما وبرع في الفقه وصنف التصانيف وانتشر ذكره وشاع في الآفاق وقرأ عليه أكثر فضلاء بغداد وسمع أبا القاسم علي بن أحمد بن التستري وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي ومن بعدهم سمعت منه الكثير وقرأت عليه الكتب مثل غريب الحديث لأبي عبد وأمالي الصولي وغيرها من الاخبار المشهور اه.
وذكره السيوطي في بغية الوعاة فقال: موهوب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الخضر أبو منصور الجواليقي النحوي اللغوي كان إماما في فنون الأدب صحب الخطيب التبريزي وسمع الحديث من أبي القاسم ابن التستري البسري وأبي طاهر بن أبي الصقر وروى عنه الكندي وابن الجوزي وكان ثقة دينا غزير الفضل وافر العقل مليح الخط والضبط درس الأدب في النظامية بعد التبريزي واختص بامامة المقتفي وكان في اللغة أمثل منه في النحو وكان متواضعا طويل الصمت من أهل السنة لا يقول الشئ الا بعد التحقيق يكثر من قول لا أدري اه.
اخباره قال ابن خلكان: جرت له مع الطبيب هبة الله بن صاعد المعروف بابن التلميذ واقعة عنده وهي انه لما حضر إليه للصلاة به ودخل عليه أول دخلة فما زاده على أن قال السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى فقال له ابن التلميذ وكان حاضرا قائما بين يدي المقتفي وله إدلال الخاصة والصحبة ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا سيخ فلم يلتفت ابن الجواليقي إليه وقال للمقتفي يا أمير المؤمنين سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية وروى له خبرا في صورة السلام ثم قال يا أمير المؤمنين لو حلف حالف ان كافرا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه المرضي لما حنث لان الله تعالى ختم على قلوبهم ولن يفك ختم الله الا بالايمان فقال له صدقت وأحسنت فيما فعلت وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر مع فضله وغزارة أدبه وحكى ولده أبو محمد إسماعيل وكان انجب أولاده قال كنت في حلقة والدي يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع القصر والناس يقرؤون عليه فوقف عليه شاب وقال يا سيدي قد سمعت بيتين من الشعر ولم افهم معناهما وأريد ان تعرفني معناهما فقال قل فانشده:
وصل الحبيب جنان الخلد اسكنها * وهجره النار يصليني به النارا فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة * ان لم يزرني وبالجوزاء ان زارا فقال له والدي يا بني هذا شئ من علم النجوم وسيرها لا من صنعة أهل الأدب فانصرف الشاب من غير حصول فائدة واستحيا والدي من أن يسال ما ليس عنده منه علم وقام وآلى على نفسه ان لا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر فنظر في ذلك وحصل معرفته ثم جلس. ومعنى البيت المسؤول عنه ان الشمس إذا كانت في آخر القوس كان الليل في غاية الطول لأنه يكون آخر فصل الخريف وإذا كانت في آخر الجوزاء كان الليل في غاية القصر لأنه آخر فصل الربيع. ولبعض شعراء عصره وهو الحيص بيص كما في مختصر الخريدة للحافظ:
كل الذنوب ببلدتي مغفورة * الا اللذين تعاظما ان يغفرا كون الجواليقي فيها ملقيا * أدبا وكون المغربي معبرا فأسير لكنته تمل فصاحة * وغفول فطنته تعبر عن كرى وقال ابن الأنباري في النزهة: كان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة وكان يذهب إلى أن الاسم بعد لولا يرتفع بها على ما يذهب إليه الكوفيون وكان يذهب إلى أن الألف واللام في نعم الرجل للعهد على خلاف ما ذهب إليه الجماعة من أنها للجنس لا للعهد وحضرت حلقته يوما وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد وقد حكى عن بعض النحويين أنه قال أصل ليس لا ايس فقلت هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية فكان الشيخ أنكر علي ذلك ولم يقل في تلك الحال شيئا فلما كان بعد ذلك بأيام وقد حضرنا على العادة قال أين ذلك الذي أنكر ان يكون أصل ليس لا ايس أ ليس لا تكون بمعنى ليس فقلت للشيخ ولم إذا كان لا بمعنى ليس يكون أصل ليس لا آيس فلم يذكر شيئا وكان الشيخ رحمه الله في اللغة أمثل منه في النحو وقال ابن الأنباري في ترجمة الحريري القاسم بن علي:
يحكى انه لما قدم بغداد شيخنا أبو منصور موهوب بن أحمد الجواليقي والحريري يقرأ عليه كتاب المقامات فلما بلغ في المقامة 21 إلى قوله:
وليحشرن أذل من فقع الفلا * ويحاسبن على النقيصة والشغا قال له الشيخ أبو منصور ما الشغا قال الزيادة فقال له الشيخ أبو منصور انما الشغا اختلاف منابت الأسنان ولا معنى له هاهنا وقال ابن الأنباري أيضا حكى شيخنا أبو منصور عن الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي عن أبي الجوائز الحسين بن علي الكاتب الواسطي قال رأيت سنة 414 وانا جالس في مسجد قبا من نواحي المدينة امرأة عربية حسنة الشارة رائقة الإشارة ساحبة من أذيالها رامية القلوب بسهام جمالها فصلت هناك ركعتين أحسنتهما ثم رفعت يديها ودعت بدعاء جمعت فيه بين الفصاحة