إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
كبر بمن معه ثلاثا ومضوا. ثم مر على إثره الزبير بن العوام: في خمسمائة ومعه راية سوداء، فلما حاذاهما كبر ثلاثا وكبر أصحابه، فقال (أبو سفيان): من هذا؟ قال (العباس): الزبير بن العوام. قال: ابن أختك؟ قال: نعم! ومرت بنو غفار (1) في ثلاثمائة يحمل رايتهم أبو ذر الغفاري (2) (ويقال: إيماء

(١) غفار بن مليل: بطن من كنانة من العدنانية، وهم بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عمرو) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، كانوا حول مكة، ومن مياههم: بدر، ومن أوديتم ودان...
وقد قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، وعددهم ألف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأنصار، ومزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع، ومن كان من بني عبد الله، موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم.
وولد مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: غفار بطن ضخم، ونعيلة، منهم: الحكم ابن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل، له صحبة ورواية ولي خراسان، وأبو سريحة حذيفة بن أمية بن أسيد بن الأحوص بن واقعة بن حرام بن غفار، له صحبة ورواية، وأبو ذر الصاحب.
(معجم قبائل العرب): ٣ / ٨٩٠، (جمهرة أنساب العرب): ١٨٦، (ترتيب القاموس المحيط): ٣ / ٤٠٦، (معجم البلدان): ٥ / ٤٢٠، (اللباب في تهذيب الأنساب): ٢ / ٣٨٧.
(٢) هو جندب بن جنادة الغفاري، وقيل: جندب بن سكن. وقيل: برير بن جنادة، وقيل: برير ابن عبد الله، ونبأني الدمياطي: أنه جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار - أخي ثعلبة - ابني مليل بن ضمرة، أخي ليث والديل، أولاد بكر، أخي مرة، والد مدلج بن مرة، ابني عبد مناة بن كنانة.
أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قيل: كان خامس خمسة في الإسلام. ثم إنه رد إلى بلاد قومه، فأقام بها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك، فلما أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إليه أبو ذر رضي الله عنه، ولازمه، وجاهد معه، وكان يفتي في خلافة أبي بكر، وعمر وعثمان، وكان رأسا في الزهد، والصدق، والعلم، والعمل، قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، على حدة فيه، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر، رضي الله عنهما.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر - مع قوة أبي ذر في بدنه وشجاعته -: " يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب نفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم ".
فهذا محمول على ضعف الرأي، فإنه لو ولي مال يتيم لأنفقه كله في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيرا، فإنه كان لا يستجيز ادخار النقدين، والذي يتأمر على الناس، يريد أن يكون فيه حلم ومداراة، وأبو ذر رضي الله عنه كانت فيه حدة فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم.
وله مائتا حديث وأحد وثمانون حديثا، اتفقا منها على اثنى عشر حديثا، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بتسعة عشر.
قال الواقدي كان حامل راية غفار يوم حنين أبو ذر. قال الفلاس والعيصم بن عدي وغيرهما:
مات سن اثنتين وثلاثين، ويقال: مات في ذي الحجة.
* (الزهد للإمام أحمد): ١٣٩، (مسند أحمد): ٥ / ١٤٤، (طبقات ابن سعد):
٤ / ٢١٩ - ٢٣٧، (التاريخ الكبير): ٢ / ٢١٢، (المعارف): 2 / 67: 152، 195، 252، 253، (تاريخ الطبري): 4 / 283، (المستدرك): 3 / 337 - 346، (حلية الأولياء): 1 / 156 - 170، (الاستيعاب): 1 / 252 - 456، 4 / 1652 - 1656، (جامع الأصول): 9 / 50 - 59، (تاريخ الإسلام): 2 / 165 - 170، (تهذيب التهذيب):
12 / 98 - 99، (خلاصة تذهيب الكمال): 1 / 173 (كنز العمال): 13 / 311، (شذرات الذهب): 1 / 24، 56، 63، (الإصابة): 1 / 506، 7 / 125 - 130، (سير أعلام النبلاء): 1 / 46 - 78.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست