تعبئة الجيش وعده واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشاة وهم في الساقة (1) قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول، وأمره حين فصل من السقيا أن يعد المسلمين، فوقف لهم عند بئر أبي عنبة فعدهم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم أمامه عينين له إلى المشركين يأتيانه بخبر عدوه، وهما بسبس بن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء - وهما من جهينة حليفان للأنصار - فانتهيا إلى ماء بدر فعلما الخبر، ورجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلك من السقيا بطن العقيق حتى نزل تحت شجرة بالبطحاء، فقام أبو بكر رضي الله عنه فبنى مسجدا فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبح يوم الاثنين ببطن ملل. وقال لسعد بن أبي وقاص، وهو بتربان: يا سعد، انظر إلى الظبي ففوق له بسهم (2)، وقام صلى الله عليه وسلم فوضع ذقنه بين منكبي سعد وأذنيه، ثم قال:
ارم! اللهم سدد رميته. فما أخطأ سهم سعد عن نحر الظبي، فتبسم صلى الله عليه وسلم، وخرج سعد يعدو فأخذه وبه رمق فذكاه (3) وحمله حتى نزل قريبا، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بين أصحابه (4).
أفراس المسلمين ببدر وكان معهم فرسان، فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفرس للمقداد بن عمرو ابن ثعلبة البهراني، ويقال: فرس للزبير، ولم (يكن معهم) (5) إلا فرسان، ولا خلاف أن المقداد له فرس يقال له " سبحة "، ويقال لفرس مرثد " السيل " ولحقت قريش بالشام في عيرها (6).