أبو محمد بن حزم أن بدر الموعد بعد ذات الرقاع (1).
سرية عبد الله بن عتيك لقتل أبي رافع اليهودي، وسبب ذلك ثم كانت سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق حتى قتل سحر ليلة الاثنين لأربع خلون من ذي الحجة على رأس ستة وأربعين شهرا، وقيل:
كان قتله في جمادى الأولى سنة ثلاث. وكان سبب ذلك أن أبا رافع كان قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب، وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنه كانت له رياسة قريظة بعد يوم بعاث (2) - فبعث صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري (3) - وكانت أمه بخيبر يهودية أرضعته - وبعث معه أربعة هم: عبد الله بن أنيس، وأبو قتادة، والأسود بن الخزاعي، ومسعود بن سنان، وأمرهم بقتله، ونهى عن قتل النساء والولدان، فانتهوا إلى خيبر ونزلوا على أم عبد الله (ابن عتيك) (4) ليلا - وقد تلقتهم بتمر وخبز - فكمنوا (5) حتى هدأت الرجل، واستفتحوا على أبي رافع.
فقالت امرأته: ما شأنكم؟ فقال لها عبد الله بن عتيك - وكان يرطن باليهودية -:
جئت أبا رافع بهدية. ففتحت له فدخل بمن معه - وأبو رافع نائم - فعلوه بأسيافهم وقد صاحت المرأة، واتكأ عبد الله بن أنيس بسيفه على بطنه حتى بلغ الفراش، وهلك. فنزلوا، ونسي أبو قتادة الأنصاري قوسه فرجع فأخذها، (فوقع من الدرجة) (6) فانكفت رجله فاحتملوه. وقام الصائح وأتت يهود، فخرج منهم أبو