إسلام رجل من عبد القيس فلقي صلى الله عليه وسلم في طريقه رجلا في طريقه من عبد القيس فأسلم، وسأل: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة في أول وقتها. فكان بعد ذلك لا يؤخر الصلاة إلى الوقت الآخر.
فأصاب عينا من المشركين فضرب عنقه بعد أن عرض عليه الإسلام فأبى.
الانتهاء إلى المريسيع ولقاء العدو وانتهى صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع (وهو ماء لخزاعة من ناحية قديد إلى الساحل) وقد بلغ القوم مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتله عينهم، فتفرق عن الحارث من كان قد اجتمع إليه من أفناء (1) العرب، وضرب له صلى الله عليه وسلم قبة من أدم، وكان معه من نسائه عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما. فصف أصحابه وقد تهيأ الحارث للحرب، ونادى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في الناس: قولوا لا إله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم. فأبوا ورموا بالنبل، فرمى المسلمون ساعة بالنبل ثم حملوا على المشركين حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، وقتل منهم عشرة وأسر سائرهم، وسبيت النساء والذرية، وغنمت الإبل والشاء، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد يقال له: هشام بن صبابة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت وهو يرى أنه من العدو (2)، فقتله خطأ.
شعار المسلمين وكان شعارهم: يا منصور أمت أمت. وقيل: بل أغار عليهم صلى الله عليه وسلم وهم غارون ونعمهم تسقي على الماء. والحديث الأول أثبت.
وكان من خبر الرجل الذي قتل: أنه خرج هشام بن صبابة في طلب العدو، فرجع في ريح شديدة فوجد رجلا (من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس) فقتله وهو يظنه مشركا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج ديته، (ويقال: قتله رجل من بني عمرو بن عوف) فقدم أخوه مقيس بن صبابة من مكة مسلما فيما يظهر يطلب دية أخيه، فأمر له النبي صلى الله عليه وسلم بالدية فقبضها، ثم عدا على قاتل أخيه