وهو يثبته ويقول له: ما هم بشئ، فكر عليهم (1)، وهذا معنى قوله تعالى:
(إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) (2)، وفي مثل هذا قال حسان رضي الله عنه:
ميكال معك وجبرئيل كلاهما * مدد لنصرك من عزيز قادر (3) ألوية بدر ويقال كان على الميمنة أبو بكر رضي الله عنه، والثابت أنه لم يكن على الميمنة والميسرة أحد، وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعظم - لواء المهاجرين - مع مصعب ابن عمير، ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر، ولواء الأوس مع سعد بن معاذ.
ومع قريش ثلاثة ألوية: لواء مع أبي عزيز (بن عمير) (4)، ولواء مع النضر بن الحارث، ولواء مع طلحة بن أبي طلحة.
خطبته يوم بدر وخطب صلى الله عليه وسلم يومئذ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإني أحثكم على ما حثكم الله عليه، وأنهاكم عما نهاكم عنه، فإن الله عظيم شأنه، يأمر بالحق ويحب الصدق، ويعطي على الخير أهله، على منازلهم عنده، به يذكرون وبه يتفاضلون، وإنكم قد أصبحتم بمنزل الحق لا يقبل الله فيه من أحد إلا ما ابتغي به وجهه، وإن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله به الهم، وينجي به من الغم، وتدركون النجاة في الآخرة، فيكم نبي الله يحذركم ويأمركم، فاستحيوا اليوم أن يطلع الله عز وجل علي شئ من أمركم يمقتكم عليه، فإن الله يقول: (لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) (5). أنظروا الذي أمركم به من كتابه، وأراكم من آياته، وأعزكم (به) (6) بعد ذلة، فاستمسكوا به يرض به ربكم عنكم، وابلوا