وجعل بينها سبقا ومحللا.
غزوة المريسيع " بني المصطلق " ثم كانت غزوة المريسيع، ويقال: غزوة بني المصطلق وهم بنو جذيمة بن كعب ابن خزاعة، فجذيمة هو المصطلق. المريسيع ماء لخزاعة بينه وبين الفرع نحو من يوم، وبين الفرع والمدينة ثمانية برد (1). وكانت في سنة ست من الهجرة، وقيل:
سنة خمس. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وقال ابن هشام: استعمل أبا ذر، ويقال: نميلة بن عبد الله الليثي، (ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر رضي الله عنه) (2)، وقيل:
إلى عمار بن ياسر، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة.
سببها وسببها أن الحارث بن أبي ضرار بن حبيب (بن الحارث بن عائد) (3) بن مالك بن جذيمة (بن سعد) (3) بن كعب بن خزاعة سيد بني المصطلق، جمع لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه ومن العرب (جمعا) (4) كبيرا، فتهيئوا (5) ليسيروا إليه، وكانوا ينزلون ناحية الفرع، فبلغ خبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم ابن مازن بن الحارث بن سلامان بن سلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي - يعلم علم ذلك، فأتاه بخبرهم. فندب الناس وأخبرهم خبر عدوهم، فأسرعوا الخروج، وقادوا ثلاثين فرسا منها: عشرة للمهاجرين، وعشرون للأنصار، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان هما: لزاز والظرب. وخرج كثير من المنافقين ليصيبوا من عرض الدنيا ولقرب السفر عليهم.