وحبيب بنو عمر بن عمير، ودعاهم إلى نصره والقيام معه على من خالفه. فردوا عليه ردا قبيحا، وأغروا به سفاءهم، فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى إن رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدميان، وزيد يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاجا، فرجع عنهم يريد مكة، حتى إذا كان بنخلة (1) قام يصلي من جوف الليل.
إسلام النفر من جن نصيبين فمر به من جن نصيبين اليمن سبعة نفر فاستمعوا إليه (وهو يقرأ القرآن ثم ولوا - بعد فراغه من صلاته) (2) - إلى قومهم منذرين، قد آمنوا فأجابوا.
إقامته بنخلة وأقام بخلة أياما، فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم مكة وهم أخرجوك؟ فقال: يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه. ويقال: كان إيمان الجن برسول الله صلى الله عليه وسلم وله من العمر خمسون سنة وثلاثة أشهر، وذكر ابن إسحاق أن إسلام الجن قبل الهجرة بثلاث سنين.
عودته إلى مكة في جوار المطعم بن عدي ويقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد من الطائف وانتهى إلى حراء بعث رجلا من خزاعة إلى المطعم بن عدي ليجيره حتى يبلغ رسالة ربه فأجاره.
إسلام الطفيل الدوسي ذي النور ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأقام بها وجعل يدعو إلى الله، فأسلم (الطفيل) (3) بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم (4) بن فهم الدوسي، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل الله له آية، فجعل الله له في وجهه