فبعثوا أسماء بن حارثة بن هند بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: نشكوا الجوع والضعف، فادع الله لنا! فقال: اللهم افتح عليهم أعظم حصن فيه، أكثره طعاما وأكثره ودكا. ودفع اللواء إلى الحباب بن المنذر بن الجموح، وندب الناس. فما رجعوا حتى فتح الله عليهم حصن الصعب.
خبر أبي اليسر في إطعام المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رجل يطعمنا من هذه الغنم؟ فقال أبو اليسر كعب ابن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة: أنا يا رسول الله! وخرج يسعى مثل الظبي، فقال عليه السلام: اللهم متعنا به! فأدرك الغنم وقد دخل أولها الحصن، فأخذ شاتين من آخرها واحتضنهما، ثم أقبل عدوا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحتا (1) وقسمتا، فما بقي أحد من أهل العسكر المحاصرين الحصن إلا أكل منها، وكانوا عددا (2) كثيرا.
نحر الحمر الإنسية وتحريم لحمها وخرج من الحصن عشرون حمارا أو ثلاثون، فأخذها المسلمون وانتحروها، وطبخوا لحومها، فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على تلك الحال، فسأل، فأخبر خبرها، وأمر فنودي: إن رسول الله نهاكم عن لحوم (الحمر) (3) الإنسية فأكفئوا القدور.
النهي عن متعة النساء وكل ذي ناب ومخلب و (نهاكم) (4) عن متعة النساء (5)، وعن كل ذي ناب ومخلب. وذبح المسلمون فرسين قبل فتح حصن الصعب فأكلوا.