العدوي.
دخول رسول الله الكعبة ثم دخل البيت، ولم يزل فيه حتى أذن بلال بالظهر فوق ظهر الكعبة، فقال عكرمة بن أبي جهل: لقد أكرم الله أبا الحكم! لم يسمع هذا العبد يقول ما يقول!!
وقال صفوان بن أمية: الحمد لله الذي أذهب أبي قبل أن يرى هذا! وقال خالد ابن أسيد: الحمد لله الذي أمات أبي ولم يشهد هذا اليوم، حين يقوم ابن أم بلال ينهق فوق الكعبة!! وغطى سهيل بن عمرو ورجال معه وجوههم حين سمعوا.
وقيل: لم يدخل عليه السلام الكعبة، بل أرسل إليهم فأبوا، وقالوا: لم يكن في شرطك! فأمر بلالا فأذن فوق الكعبة مرة ولم يعد بعد، وهو الثبت.
زواجه صلى الله عليه وسلم ميمونة رضي الله عنها وخطب ميمونة، فجعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب، فتزوجها وهو محرم، وقيل: تزوجها لما أحل. وكلم علي بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمارة بنت حمزة - وكانت مع أمها سلم بنت عميس بمكة - فقال: علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهراني المشركين! فخرج بها، حتى إذا دنوا من المدينة، أراد زيد ابن حارثة - وكان وصي حمزة وأخاه أخوة المهاجرين - أن يأخذها من علي، وقال: أنا أحق بها، ابنة أخي! فقال جعفر بن أبي طالب: الخالة والدة، وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي، أسماء بنت عميس (1). فقال علي رضوان الله عليه:
ألا أراكم في ابنة عمي، وأنا أخرجتها (2) من بين أظهر المشركين، وليس لكم إليها نسب دوني، وأنا أحق بها منكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحكم بينكم: أما أنت يا زيد فمولى الله ورسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فتشبه خلقي وخلقي، وأنت يا جعفر أولى بها، تحتك (3) خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها ولا عمتها. فقضى بها لجعفر، فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ما هذا يا جعفر؟ قال: يا رسول الله، كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله. فقال علي رضي الله عنه: تزوجها يا رسول الله! قال: هي ابنة أخي من