بئر معونة.
غزوة بني النضير ثم كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: كانت في جمادى الأولى (1) سنة أربع، وروى عقيل ابن خالد وغيره عن ابن شهاب قال: كانت غزوة بني النضير بعد بدر بستة أشهر.
سببها، وغدر اليهود برسول الله صلى الله عليه وسلم سببها أن عمرو بن أمية الضمري لما قتل الرجلين من بني عامر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعين في ديتهما - لأن بني النضير كانوا حلفاء بني عامر، وكان ذلك يوم السبت - فصلى في مسجد قباء ومعه رهط من المسلمين. ثم جاء بني النضير ومعه دون العشيرة من أصحابه (2) فيجدهم في ناديهم، فجلس يكلمهم أن يعينوه في الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية، فقالوا: نفعل، اجلس حتى نطعمك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستند إلى بيت، فخلا بعضهم إلى بعض، وأشار عليهم حيي بن أخطب أن يطرحوا عليه حجارة من فوق البيت الذي هو تحته فيقتلوه، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش ليطرح عليه صخرة، وهيأ الصخرة ليرسلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشرف بها، فجاء الوحي بما هموا به، فنهض صلى الله عليه وسلم سريعا كأنه يريد حاجة ومضى إلى المدينة. فلما أبطأ لحق به أصحابه - وقد بعث في طلب (3) محمد بن مسلمة - فأخبرهم بما همت به يهود، وجاء محمد بن مسلمة فقال:
اذهب إلى يهود بني النضير فقل لهم: (إن رسول الله أرسلني إليكم) (4) أن اخرجوا من بلده، فإنكم قد نقضتم العهد بما هممتم به من الغدر، وقد أجلتهم عشرا، فمن رؤي بعد ذلك ضربت عنقه.
أمر إجلاء بني النضير فأخذوا يتجهزون في أيام، ثم بعث حيي بن أخطب مع أخيه جدي (5) بن