خبر أم معبد ولقى أيضا أوس بن حجر الأسلمي، فحمله صلى الله عليه وسلم على جمل وبعث معه غلاما له يقال مسعود (بن هنيدة) (1) ليؤديه إلى المدينة. ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمتي أم معبد عاتكة بنت خالد بن خليف (2) بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو وهو أبو خزاعة، فقال (3) عندها. وأراها الله تعالى من آيات نبوته في الشاة - وحلبها لبنا كثيرا وهي حائل (4) في سنة مجدبة - ما بهر عقلها. ويقال: إنها ذبحت لهم شاة وطبختها فأكلوا منها، وسفرتهم منها بما وسعته سفرتهم (5) وبقي عندها أكثر لحمها.
وقالت أم معبد: لقد بقيت الشاة التي مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها إلى عام الرمادة - وهي سنة ثماني عشرة من الهجرة - وكنا نحلبها صبوحا (6) وغبوقا، وما في الأرض قليل ولا كثير (7).