فيه البيت شرفه الله تعالى الممتد من تخوم الأرض إلى عنان السماء للناس كافة القريب والبعيد لا نفس البنية ولا هو لخصوص من كان في المسجد والمسجد لمن كان في الحرم والحرم لمن خرج عنه ولا يدخل فيه شئ من حجر إسماعيل وإن دخل في الطواف والمدار على صدق استقباله له فلا يقدح خروج بعض ما لا ينافي ذلك من البدن وإن كان الأحوط الاستقبال بجميع أجزاء مقاديم البدن من القدم وغيره ولا فرق في الصدق المزبور بين القريب المشاهد له وغيره ولا يعتبر في تحققه للبعيد اتصال خطوط موقفه بها فإن الأجرام البعيدة كلما ازدادت محاذاة كما يعلم ذلك بالأنجم و نحوها بل المدار على صدقه عليه مع ملاحظة البعد فلا يقدح زيادة العرض ح كالصف المستطيل ونحوه في صدقة للبعيد حقيقة نعم لما كان المستقبل بالفتح غير مشاهد للبعيد مثلا انحصر معرفة استقباله له فيما يدل عليه من محراب صلى فيه المعصوم ونحوه مما يفيد العلم بها وفيما وضعه الشارع له من الأمارات كالجدي يجعله أهل أواسط العراق مثل الكوفة وبغداد ونحوهما خلف المنكب الأيمن والأحوط أن يكون ذلك في غاية انخفاضه أو ارتفاعه أو مراعاة القطب والمراد بالمنكب ما بين الكتف والعنق بل ينبغي وضعه على الجزء المحاذي للأذن منه لا أي جزء كان وأهل الشرق منه كالبصرة في الأذن اليمنى منه وأهل الغرب منه كموصل بين الكتفين وأهل الشام خلف الكتف الأيسر لا المنكب وأهل عدن بين العينين وصنعاء على الأذن اليمنى والحبشة والنوبة صفحة الخد الأيسر وغيرهم من بلاد المغرب على الأذن اليسرى وكسهيل يجعله من عرفت عكس الجدي وكالشمس لأهل العراق إذا زالت عن الأنف وكوضعهم مغرب الاعتدال على اليمين و مشرقه على الشمال وغير ذلك من الأمارات المستخرجة بمقايسة الجدي وعلم الهيئة والأحوط مراعاة الترتيب بينها وبين ما يفيد العلم وإن كان الأقوى خلافه ولا يجوز الاعراض عنها والاكتفاء بالجهة العرفية كما أنه لا يجوز التسامح في الانحراف عن مقتضاها يمينا وشمالا على وجه يرتفع الظن بالمحاذاة الحاصل منها وربما كان اليسير كافيا في ذلك كما هو المشاهد في محاذاة الأجرام البعيدة نحو الأنجم وما شابهها ومع تعذره يبذل تمام جهده ويعمل على ظنه ولو من اخبار كافر
(٧٣)