أمر بالسجود وليس في شئ من هذا السجود تكبير افتتاح ولا تشهد ولا تسليم نعم يستحب التكبير للرفع منه بل الأحوط عدم تركه ولا يشترط في صحته ولا في وجوبه ولا في ندبه طهارة من الحدث ولا من الخبث فتسجد الحايض وجوبا عند سببه وندبا عند سبب الندب كما يسجد غيرها على الأقوى وإن كان لم يتأكد لها الندب وكذا لا يشترط فيه استقبال ولا طهارة محل السجود ولا ستر فضلا عن صفات الساتر من الطهارة وعدم كونه ذهبا أو حريرا أو جلد ميتة أو مغصوبا وإن كان الأحوط حلية لبسه حال السجود نعم يعتبر فيه بعد تحقق اسمه إباحة المكان وعدم علو المسجد بما يزيد على المقدار المزبور والأحوط مساواته لسجود الصلاة في وضع باقي المساجد بل وفي وضع الجبهة على الأرض وما في حكمها مما يصح السجود عليه ولا يجب فيه ذكر أصلا نعم يستحب فيه قول سجدت لك يا رب تعبدا ورقا لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا مستعظما بل إنا عبد ذليل خائف مستجير أو لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله ايمانا وتصديقا لا إله إلا الله عبودية ورقا سجدت لك يا ربك تعبدا ورقا لا مستنكفا ولا مستكبرا بل إنا عبد ذليل خائف مستجير أو إلهي آمنا بما كفروا وعرفنا ما أنكروا وأجبناك إلى ما دعوا إلهي فالعفو العفو والمحكي عن النبي (ص) في سجود سورة العلق أعوذ برضاك من سخطك وبما فاتك عن عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك أو غير ذلك مما يتيسر كما أنه لا بأس بفعل الجميع المبحث الخامس السجود لله في نفسه مشروع بل هو من أعظم العبادات وأكدها بل ما عبد الله بمثله وما من عمل أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا لأنه أمر بالسجود فعصى وهذا أمر بالسجود فأطاع ونجى وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد وأنه سنة الأوابين وقد سجد آدم ثلاثة أيام بلياليها وسجد علي بن الحسين على حجارة خشنة حتى أحصي عليه ألف مرة لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله ايمانا وتصديقا وكان جعفر بن محمد (ع) يسجد السجدة حتى يقال إنه راقد وكان لأبي الحسن (ع) في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال ويستحب أيضا لخصوص الشكر لله عند تجدد كل نعمة ودفع كل نقمة وعند تذكرهما وللتوفيق
(١١٢)