إن ابن أبي سرح وغيره من قريش قد اجتمعوا على حرب أخيك اليوم كاجتماعهم على حرب ابن عمك قبل اليوم، وإن الضحاك أقل وأذل من أن يقرب الحيرة، ولكنه أغار على ما بين القطقطانة والثعلبية (1).
وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه عن عوانة قال دخل عقيل على معاوية وقد كف بصره فلم يسمع كلاما، فقال: يا معاوية: اما في مجلسك أحد؟ قال: بلى. قال: فمالهم لا يتكلمون؟ فتكلم الضحاك بن قيس فقال [عقيل]: من هذا؟ فقال له [معاوية: هذا] الضحاك بن قيس.
قال [عقيل: كان] أبوه [من] خاصي القردة، ما كان بمكة أخصى لكلب وقرد من أبيه.
حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طاعة (2) قال: كنا جلوسا في المسجد، وقد تساند بعضنا إلى الأسطوان، فجاء عقيل فأوسعنا له، فتساند إلى الأسطوان، ثم قال: أنتم خير لكبير كم من مهرة وذلك إن مهرة إذا أسس (3) فيهم الرجل عقلوا رجله ثم قالوا له:
قم فإن قام تركوه، وإن لم يقم قتلوه وقالوا: أنت إن طلبت لم تدرك، وإن طلبت أدركت.
وتزوج عقيل بالبصرة ابنة سنان بن الحوتكة من بني سعد بن زيد [بن] مناة بن تميم فقيل له: بالرفاء والبنين. فقال: لا تقولوا كذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. بارك الله لكم.