وكتب إليهم: " أما بعد فإني أذكركم أن تكونوا من الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا بعد أن أخذ الله ميثاقكم على الجماعة، وألف بين قلوبكم على الطاعة، وأن تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ".
ودعاهم إلى تقوى الله والبر ومراجعة الحق. فكتب إليه ابن وهب الراسبي " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ان الله بعث محمدا بالحق وتكفل له بالنصر كما بلغ رسالاته، ثم توفاه إلى رحمته، وقام بالامر بعده أبو بكر بما قد شهدته وعاينته متمسكا بدين الله مؤثرا لرضاه حتى أتاه أمر ربه، فاستخلف عمر، فكان من سيرته ما أنت عالم به، لم تأخذه في الله لومة لائم [و] ختم الله له بالشهادة، وكان من أمر عثمان ما كان حتى سار إليه قوم قتلوه لما أثر الهوى وغير حكم الله، ثم استخلفك الله على عباده فبايعك المؤمنون وكنت لذلك عندهم أهلا، لقرابتك بالرسول وقدمك في الاسلام ووردت صفين غير مداهن ولا وان، مبتذلا نفسك في مرضاة ربك فلما حميت الحرب وذهب الصالحون عمار بن ياسر وأبو الهيثم بن التيهان وأشباههم اشتمل عليك من لا فقه له في الدين ولا [له] رغبة في الجهاد، مثل الأشعث بن قيس وأصحابه واستنزلوك حتى ركنت إلى الدنيا حين رفعت لك المصاحف مكيدة فتسارع إليهم الذين استنزلوك وكانت منا في ذلك هفوة ثم تدار كنا الله منه برحمته، فحكمت في كتاب الله وفي نفسك، فكنت في شك من دينك وضلال عدوك وبغيه عليك، كلا والله يا ابن أبي طالب، ولكنكم ظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا، وقلت: لي قرابة من الرسول وسابقة في الدين فلا يعدل الناس بي معاوية، فالآن فتب إلى الله وأقر بذنبك، فإن تفعل نكن يدك على عدوك، وإن أبيت ذلك فالله يحكم بيننا وبينك.
" 439 " قالوا: وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة فناداهم فقال:
يا عباد الله اخرجوا إلينا طلبتنا وانهضوا إلى عدوكم وعدونا معا. فقال له:
عبد الله بن شجرة السلمي: إن الحق قد أضاء لنا فلسنا متابعيكم أبدا أو