ما تركوا من بيعتك، ويضح لك حق ما بلغك أو غير ذلك. ففعل وكتب إليه بذلك، فأجابه قيس: إني قد عجبت من سرعتك إلى محاربة من أمرتني بمحاربته من عدوك، ومتى فعلت ذلك لم آمن أن يتساعد أعداؤك ويترافدوا ويجتمعوا من كل مكان فيغلظ الامر، وتشتد الشوكة.
فقال له ابن جعفر: ألم يضح لك الآن الامر؟ فول محمد بن أبي بكر، مصر يكفك أمرها، واعزل قيسا فإنه بلغني انه يقول: إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء. - وكان ابن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لامه أسماء بنت عميس تزوجها جعفر ثم خلف عليها أبو بكر - فعزل [علي] قيسا وولى محمدا، فلما ورد محمد مصر، غضب قيس وقال:
والله لا أقيم معك طرفة عين، وانصرف إلى المدينة، وقد كان مر في طريقه برجل من بني القين فقراه وأحسن ضيافته وأمر له بأربعة آلاف درهم فأبا أن يقبلها وقال: لا [آ] خذ لقراي ثمنا. وكان قيس أحد الأسخياء الأجواد.
فلما ورد [قيس] المدينة أتاه حسان بن ثابت شامتا - وكان عثمانيا - فقال له: نزعك علي وقد قتلت عثمان فبقي عليك الاثم ولم يحسن لك الشكر. فقال له: يا أعمى القلب والعين لولا أن أوقع بين قومي وقومك شرا لضربت عنقك، اخرج عني. وكان حسان من بني النجار من الخزرج.
ثم إن قيس بن سعد، خرج وسهل بن حنيف جميعا حتى قدما على علي بالكوفة، فخبره الخبر وصدقه [علي] وشهد معه صفين وشهدها سهل أيضا.
ولما قدم محمد بن أبي بكر - رضي الله تعالى عنهما - [مصر] قرأ عهده على أهلها، ونسخته [هذا]: