" فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا [حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما] الآية [35 / النساء] فلم آب عليهم التحاكم، وخشيت أن تقولوا: فرض الله في كتابه الحكومة في أصغر الامر فكيف الامر الذي فيه سفك الدماء، وقطع الأرحام وانهتاك الحريم، وخفت وهنكم وتفرقكم.
ثم قامت خطباء الحرورية، فقالوا: دعوتنا إلى كتاب الله والعمل به فأجبناك وبايعناك، [و] قد قتلت في طاعتك قتلانا يوم الجمل وصفين، ثم شككت في أمر الله وحكمت عدوك، ونحن على أمرك الذي تركت، وأنت اليوم على غيره، فلسنا منك إلا أن تتوب منه وتشهد على نفسك بالضلالة!!!
فما فرغوا من قولهم: قال علي:
أما أن أشهد على نفسي بالضلالة فمعاذ الله أن أكون ارتبت منذ أسلمت، أو ضللت منذ اهتديت، بل بنا هداكم الله من الضلالة، واستنقذكم من الكفر، وعصمكم من الجهالة، وإنما حكمت الحكمين بكتاب الله والسنة الجامعة غير المفرقة، فإن حكما بكتاب الله كنت أولى بالامر من حكمهما، وإن حكما بغير ذلك لم يكن لهما علي وعليكم حكم.
ثم تفرقوا فأعاد إليهم عبد الله بن عباس وصعصعة [بن صوحان] فقال لهم صعصعة: أذكركم الله أن تجعلوا فتنة العام مخافة فتنة عام قابل. فقال ابن الكواء: أكنتم تعلمون أني دعوتكم إلى هذا الامر؟ فقالوا: بلى.
قال: فإني أول من أطاع هذا الرجل فإنه واعظ شفيق. فخرج معه منهم نحو من خمسمأة فدخلوا في جملة علي [كذا] وجماعته، وبقي منهم نحو / 390 / من خمسة آلاف رجل فقال علي: اتركوهم حتى يأخذوا، ويسفكوا دما حراما [كذا] ففعل ذلك.
" 425 " حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الصلت بن بهرام قال: لما قدم علي الكوفة من صفين جعل يخطب الناس وجعلت