محشا (1) وأقبلت جذلة مسرورة حتى إذا انتهت إلى سرف (2) استقبلها عبيد ابن مسلمة الليثي الذي يدعي ابن أم كلاب فسألته عن الخبر، قال: قتل الناس عثمان. قالت: نعم ثم صنعوا ماذا؟. قال [صنعوا] خيرا، حارت بهم الأمور إلى خير محار [كذا] بايعوا ابن عم نبيهم عليا. فقالت: أو فعلوها؟ وددت أن هذه أطبقت على هذه إن تمت الأمور لصاحبك الذي ذكرت!!! فقال لها: ولم؟ والله ما أرى اليوم في الأرض مثله فلم تكرهين سلطانة؟!! فلم ترجع إليه جوابا وانصرفت إلى مكة فأتت الحجر فاستترت فيه وجعلت تقول: إنا عتبنا على عثمان في أمور سميناها له ووقفناه عليها فتاب منها واستغفر ربه فقبل المسلمون منه ولم يجدوا من ذلك بدا، فوثب عليه من إصبع من أصابع عثمان خير منه فقتله، فقتل - والله - وقد ماصوه كما يماص الثوب الرحيض (3) وصفوه كما يصفى القلب.
" 279 " حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، وخلف بن سالم، قالا:
حدثنا وهب بن جرير بن حازم، عن يونس بن يزيد الأيلي:
عن الزهري قال سأل طلحة والزبير عليا أن يوليهما البصرة والكوفة فقال تكونان عندي فأتجمل بكما فإني أستوحش لفراقكما.