انساب الأشراف - البلاذري - الصفحة ٤١٢
ثم أتى قومه فأعلمهم ما جرى بينه وبين علي، ولم يأت عليا وسار من تحت ليلته من الكوفة ومعه قومه، وتوجه نحو كسكر، فلقيه رجل من المسلمين في طريقه فسأله وأصحابه عن قوله في علي؟ فقال فيه خيرا، فوثبوا عليه بأسيافهم فقطعوه، فكتب قرظة بن كعب وكان على طساسيج السواد، إلى علي: ان يهوديا سقط إلينا فأخبرنا أن خيلا أقبلت من ناحية الكوفة، فأتت قرية يقال لها: " نفر " (1) فلقيت بها رجلا من أهل تلك القرية يقال له: زذان فروخ (2) فسألته عن دينه قال: أنا مسلم. ثم سألوه عن أمير المؤمنين. فقال: [هو] إمام هدى. فقطعوه بأسيافهم وانهم سألوا اليهودي عن دينه فقال: أنا يهودي. فخلوا سبيله فأتانا فأخبرنا بهذه القصة.
فكتب علي إلى أبي موسى الأشعري (3): إني كنت أمرتك بالمقام في دير

(١) هي على زنة " قنب " قرية على نهر النرس من نواحي بابل من اعمال الكوفة.
(٢) كذا في النسخة، وفي الطبري: " زاذان فروخ ". والظاهر أنه من الأسماء العجمية، وان أصله: " فرخ ".
(٣) وهذا سهو من قائله، لان أمير المؤمنين عليه السلام عزل أبا موسى عند ما توجه إلى البصرة لما تحقق لديه انه يخذل الناس عنه ويأمرهم بالقعود والتخلف عنه، فلم يزل مطرودا عن أمير المؤمنين إلى أن انخدعت نوكى القراء ومن كان في قلوبهم مرض من أصحاب أمير المؤمنين بخدعة معاوية وابن العاص بصفين، لما رفعوا المصاحف على الرماح ودعوا إلى التحكيم فحينئذ نوه الأشعث والقراء بذكر أبي موسى وأكرهوا عليا عليه السلام على تعيينه للحكومة كما أجبروه على أصل قبول التحكيم، فلم يزل الرجل معزولا عن كل شئ إلى أن بعث إلى دومة الجندل والأذرح للاجتماع مع ابن العاص للنظر في حكم القرآن وما يدعو إليه، فانسلخ من آيات الله واتبع الشيطان وكان من الغاوين، وإذا فالصحيح ما يذكره بعده من أنه كتب إلى زياد بن خصفة - دون أبي موسى - وهكذا ذكره الثقفي في كتاب الغارات والطبري في تاريخه.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست