أشرس بن عوف - حين خرج بعد النهروان - فضربه وقال: خذها من ابن عم لك شأن.
ولقوا عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه أم ولد له يسوق بها، فأخذوه وذبحوه وأم ولده، فأرسل إليهم علي: أن ابعثوا إلي بقاتل ابن الحرث وابن خباب حتى أترككم وأمضي إلى الشام. فأبوا وقالوا: كلنا قتله.
فسار إليهم [علي] في محرم سنة ثمان وثلاثين فدعاهم فاعتزل بعضهم فلم يقاتلوه، وبقي الآخرون فقاتلهم بالنهروان فقتلوا لتسع خلون من صفر، سنة ثمان وثلاثين وقتل عبد الله بن وهب الراسبي قتله زياد بن خصفة وهانئ ابن الخطاب الهمداني جميعا. ويقال: إن شبث بن ربعي شاركهما في قتله، وكان شبث على مسيرة علي، وكان فيمن رجع عن التحكيم بعد محاجة ابن عباس المحكمة. وقتل شريح بن [أبى] أوفي. واعتزل ابن الكوا فلم يقاتل عليا، وقتل حرقوص بن زهير. وقتل ذو الثدية وكانت في عضده شامة كهيئة الثدي.
" 434 " وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف لوط بن يحي عن عبد الملك بن أبي حرة الحنفي: ان وجوه الخوارج اجتمعوا عند عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم ودعاهم إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقول بالحق وإن أمر وضر، وقال: اخرجوا بنا معشر إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض السواد وبعض كور الجبل منكرين لهذه البدع المكروهة.
ثم قام حرقوص بن زهير السعدي فتكلم وتكلموا جميعا بذم الدنيا والدعاء إلى رفضها والجد في طلب الحق وانكار البدع والظلم وعرضوا رئاستهم على غير واحد منهم فأبوها وقبلها عبد الله بن وهب الراسبي فبايعوه