- تاريخ دمشق: ج ٣٨ ص ١٦، عن انس بمتن أصوب مما هنا.
وقال أبو يعلي الموصلي - في مسنده الورق ١٨٧ / ب -: حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع - ثقة - حدثنا عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدي، عن انس بن مالك: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك بأكل معي من هذا الطير فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء علي فأذن له.
ورواه بسندين آخرين في المستدرك: ج ٣ / ١٣٠، وقال: وقد رواه عن انس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة.
أقول: وهذا الحديث لد طرق كثيرة جدا قلما يوجد مثله في الاخبار مع الدواعي الكثيرة على اخفائه واعدامه، وقد أفرده جماعة بالتأليف واليك بعض من عثرنا عليهم:
(١) منهم الطبري. (٢) ومنهم ابن مردويه الحافظ. (٣) ومنهم أبو طاهرمحمد بن أحمد ابن حمدان، قال ابن كثير في البداية والنهاية: ج ٧ ص ٣٥٠ ط ١: وهذا الحديث قد صنف الناس فيه، وله طرق متعددة - وساق الكلام في ذكر بعض طرقه إلى أن قال: - وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم أبو بكر بن مردويه الحافظ، وأبو محمد بن أحمد بن حمدان - فيما رواه الذهبي (في ترجمة الرجل من تذكرة الحفاظ: ج ٣ / ١١١٢) وذكره أيضا السيوطي في طبقاته. ورأيت مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ. وأيضا ذكر ابن تيمية في منهاجه وابن حجر في اللسان وابن حجر المكي في منح المكية بان ابن مردويه أفرد حديث الطير بالتأليف.
الرابع ممن افراد الحديث الشريف بالتصنيف الحافظ الكبير أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ذكره عنه الحافظ السروي في كتاب المناقب.
الخامس محمد بن عبد الله الحافظ الحاكم صاحب المستدرك كما ذكره السبكي في ترجمته من الطبقات الشافعية: ج ٤ / ١٦٥، ط ٢، وذكره أيضا الكنجي في كفاية الطالب ص وابن تيمية في منهاجه وابن حجر في اللسان.
السادس أحمد بن عبد اللهأبو نعيم الأصبهاني كما ذكره ابن تيمية في منهاجه.
السابع شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، قال في ترجمة الحاكم من تذكرة الحفاظ: ج ٣ / ١٠٤٣: واما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا، قد أفردتها بمصنف، ومجموعها هو يوجب ان يكون له أصل.
وقال في تاريخ الاسلام: ج ٣ / ١٩٧: ولحديث الطير طرق كثيرة عن انس متكلم فيها وبعضها على شرط السنن ومن أجودها حديث قطن بن نسير - شيخ مسلم - (قال): حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عبد الله ابن المثنى، عن عبد الله بن انس بن مالك.
أقول: وهذا الحديث رواه أيضا ابن المغازلي في الحديث (٢٠٥) من كتاب المناقب.
ورواه أيضا ابن عساكر في الحديث (٦) من طرق حديث الطير عن أبي يعلى، كما رواه أيضا عن أبي يعلى حرفيا، في البداية والنهاية: ج ٧ / ٣٥٠.
ثم إن جل ما ذكرناه هنا مأخوذ من الفائدة الثالثة من حديث الطير من عبقات الأنوار، ص ٤٦ ط ١، غير أن بعض مصادره كان عندي فراجعته وأثبت رقم صفحاته.
ثم إن جميع ما ذكرناه هنا من تأليفات الحفاظ مما قد أخفوه أو أتلفوه، ولكن كفى الله المؤمنين القتال بما رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من الحديث: (٦٠٤ - ٦٣٨) وبما ذكره ابن المغازلي في الحديث (١٨٨ - ٢١٢) من مناقبه وبما رواه في الباب (١١) من غاية المرام ص ٤٧١، وبما ذكره في البداية والنهاية: ج ٧ / 350 - 353.