وقدم معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب السلمي على علي من قبل معاوية، يستبطيه في الحكومة، وقال: إن معاوية قد وفا ففه [أنت] ولا يلفتنك عن رأيك أعراب تميم وبكر. فبعث [علي] أربعمأة من أصحابه عليهم شريح بن هانئ، وبعث ابن عباس على صلاتهم والقضاء بينهم وولاية أمورهم وبعث معهم أبا موسى الأشعري. وبعث معاوية عمرا في أربعمأة من أهل الشام فتوافوا بدومة / 388 / الجندل والتقى الحكمان فقال عمرو: يا [أ] با موسى ألست تعلم أن عثمان قتل مظلوما؟ قال: أشهد قال: أفلست تعلم أن معاوية ولي عثمان؟ قال: بلى. قال فإن الله يقول: " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا " [33 / الاسراء] فما يمنعك من معاوية مع موضعه وشرفه، وإنه في صواب تدبيره ورفق سياسته على ما ليس عليه غيره، وإن ولي كنت المقدم عنده وبسط يدك فيما أحببت من ولايته!!! فقال أبو موسى:
ان هذا الامر لا يكون بالشرف، وغيره مما ذكرت، وإنما يكون لأهل الدين والفضل والشدة في أمر الله، مع اني لو أعطيته أعظم قريش شرفا أعطيته عليا!!! وأما الولاية فلو ان معاوية خرج إلي من سلطانه كله إذا ولي ما وليت، ما كنت لأرضى بالدنية في دين الله وحقه، ولكن ان شئت أحيينا ذكر عمر فقال عمرو: فإن كنت تريد بيعة ابن عمر، فما يمنعك من ابني عبد الله بن عمرو؟!!! وأنت تعرف فضله وصلاته. قال: إن ابنك لرجل صدق لكنك قد غمسته في الفتنة، ولكن إن شئت ولينا الطيب ابن الطيب عبد الله بن عمر. فقال عمرو: إن هذا الامر لا يصلح إلا لرجل له ضرس يأكل به ويطعم. فقال له: يا عمرو ويحك إن العرب قد أسندت إليك أمرها بعد أن تقارعت بالسيوف وتناكزت بالرماح فلا تردنهم إلى مثل ذلك.
وأخذ عمرو بن العاص يقدم أبا موسى في الصلاة والكلام ويعظمه ويوقره ويقول [له]: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي ولك سنك وفضلك فإذا تكلم [أبو موسى تكلم عمرو] بعده حتى عوده ذلك، [و] قال أبو