(الخامس من غارات معاوية الشعواء علي المؤمنين الأبرياء) غارة بسر بن أبي أرطاة القرشي " 495 " قالوا: كان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب - عامل علي على اليمن - أشتد على أهل صنعاء فيما يجب عليهم، وطرد قوما من شيعة عثمان عنها، وكان سعيد بن نمران الهمداني على الجند، فصنع مثل ذلك، فتجمعت العثمانية وادعت أن الامر قد أفضى إلى معاوية واجتمع الناس عليه، فكتبا بذلك إلى علي فوجه إليهما جبر بن نوف أبا الوداك بكتاب ينسبهما فيه إلى العجز والوهن، فأرجف عبيد الله وسعيد بن نمران بأن يزيد بن قيس الأرحبي قد فصل من عند علي في جيش عظيم يريدهم وسألا أبا الوداك أن يحدث بذلك ويشيعه ففعل فكتبوا إلى معاوية.
معاوية إلا تسرع السير نحونا * نبايع عليا أو يزيد الميمانيا وإن كان فيما عندنا لك حاجة * فأرسل أميرا لا يكن متوانيا فبعث معاوية بسر بن أبي أرطاة بن عويمر - أحد بني عامر بن لوي - في ألفين وستمأة انتخبهم بسر، وقال له: يا بسر إن مصر قد فتحت فعز ولينا وذل عدونا، فسر على اسم الله فمر بالمدينة فأخف أهلها وأذعرهم