وقام معقل بن قيس الرياحي فقال: أصلح الله أمير المؤمنين إن لقاءنا هؤلاء بأعدادهم / 410 / ابقاء عليهم، إن القوم عرب، والعدة تصبر للعدة فتنتصف منها، والرأي أن توجه إلى كل رجل [منهم] عشرة من المسلمين ليجتاحوهم (1) فأمره بالشخوص وندب معه أهل الكوفة الأكبر (2) وفيهم يزيد بن المغفل الأزدي، وكتب إلى ابن عباس أن يشخص جيشا إلى الأهواز ليوافوا معقلا بها وينضموا إليه (3) فوجه إليه خالد بن معدان الطائي في ألفي رجل من أهل البصرة فلحقوا به فلما و [افوا] (4) معقلا نهض لمناجزة الخريت [الباغي] وقد بلغه انه يريد قلعة برامهرمز، فأجد السير نحوه حتى لحقه بقرب الجبل، فحاربه وعلى ميمنته يزيد بن المغفل، وعلى ميسرته منجاب ابن راشد الضبي من أهل البصرة، فما لبث السامي وأصحابه إلا قليلا حتى قتل من بني ناجية سبعون رجلا، ومن أتباعه من العلوج والأكراد ثلاثمأة، وولوا منهزمين حتى لحقوا بأسياف البحر، وبها جماعة من قومهم من بني سامة ابن لوي، ومن عبد القيس، فأفسدهم الخريت على علي ودعاهم إلى خلافه، فصار معه بشر كثير منهم وممن والاهم من سائر العرب وقال: إن حكم علي الذي رضي به قد خلعه، والامر بين المسلمين شورى، وقال لمن يرى رأي عثمان: إنه قتل مظلوما وأنا أطلب بدمه.
(٤١٤)