يا لك الخير انتهزها فرصة * وأشبب النار لمقرود يكز اعطه مصر وزده مثلها * انما مصر لمن عز فبز فلما أراد الشخوص إلى مصر تقدم إليه معاوية في محاربة محمد بن أبي بكر وكتب ابن أبي بكر إلى علي، يعلمه ولاية عمرو بن العاص مصر، من قبل معاوية ويقول له: إنه توجه في جيش لجب، وبمن قبلي من الفشل والوهن مالا انتفاع بهم معه، فإن كانت لك [في] مصر حاجة فأمدني بالأموال والرجال.
فكتب [علي عليه السلام] إليه (1) يأمره بالتحرز والاحتراس، واذكا [ء] العيون وجمع شيعته إليه، وأن يندب كنانة بن بشر بن عتاب بن عوف السكوني - وهو الذي ضرب عثمان بن عفان بعمود على رأسه - إلى عدوه، ويعلمه انه باعث إليه بالرجال على كل صعب وذلول، فإن الله قد يعز أقل الفئتين بالحق ويذل أكثرهما بالباطل.
وخطب علي أهل الكوفة (2) ودعاهم إلى إغاثة محمد ابن أبي بكر ومن معه من أهل مصر، فتقاعدوا [عنه] ثم انتدب منهم جنيد [كذا] أنفذهم إلى مصر، مع كعب بن مالك الهمداني، فلم يبلغوا حتى أتى عليا مقتل محمد بن أبي بكر، فردهم من بعض الطريق وخطب فقال: