أبي موسى فيمن ضممت إليك إلى أن يضح خبر القوم الظالمي أنفسهم الباغين على أهل دينهم، وقد بلغني أن جماعة مروا بقرية يقال لها: " نفر " فقتلوا رجلا من أهل السواد مصليا، فانهض إليهم على اسم الله، فإن لحقتهم فادعهم إلى الحق فإن أبوه فناجزهم واستعن بالله عليهم. ففاتوه ولم يلقهم وذلك قبل خروج أبي موسى للحكم [ظ].
ويقال: إن عليا لم يكتب إلى أبي موسى في هذا بشئ، وكان علي قد وجه زياد بن خصفة وعبد الله بن وال التيمي في طلبهم نحو البصرة في كثف (1) فلحقهم زياد بالمزار، وقد أقاموا هناك ليستريحوا ويرتحلوا، فكره زياد حربهم على تلك الحال - وكان رفيقا حازما مجربا - ثم دعا زياد الخريت إلى أن ينتبذا ناحية فيتناظرا، فتنحيا حجرة (2) مع كل واحد منهما خمسة من أصحابه، فسأل زياد الخريت عن الذي أخرجه إلى ما فعل؟ [كذا] فقال:
لم أرض صاحبكم ولا سيرته فرأيت أن أعتزل وأكون مع من دعا إلى الشورى فسأله أن يدفع إليه قتلة الرجل المصلي، فأبى ذلك وقال: ما إليه سبيل، فهلا أسلم صاحبك قتله عثمان؟ فدعا كل واحد أصحابه فاقتتلوا أشد قتال حتى تقصفت الرماح وانفتت السيوف وعقرت عامة خيلهم وحال بينهم الليل فتحاجزوا.
ثم إنهم مضوا من ليلتهم إلى البصرة، واتبعهم زياد بن خصفة حين أصبح، فلما صار إلى البصرة بلغه مضيهم إلى الأهواز، فلما صاروا إليها تلاحق بهم قوم كانوا بالكوفة من أصحابهم اتبعوا بعد شخوصهم وانضم إليهم أعلاج وأكراد، فكتب زياد إلى علي بخبرهم، وبما كان بينه وبينهم بالمزار، فكتب إليه علي بالقدوم.