أبي طالب " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " [56 / القصص] (1).
(١) هذا الحديث أيضا ضعيف السند والمتن، وقد تبين ضعف سنده مما تقدم، في التعليقات المتقدمة، ونزيد هنا ما قالوا في يزيد بن أبي زياد - أحد رجال السند - قال في ترجمته من تهذيب التهذيب: ج ١١ / 330: قال أبو يعلى الموصلي عن ابن معين: ضعيف. وقال أبو ذرعة:
لين يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه. وقال ابن قانع:
ضعيف. وقال الدارقطني ضعيف يخطئ كثيرا.
وللحاكم الجشمي حول الآية الكريمة كلام نهديه إلى أرباب البحث والتنقيب ونكتفي به، قال الدكتور عدنان زرزور في مقدمته على تفسير الحاكم الجشمي ص 264 ط 1 -: قال الحاكم في تفسير الآية الشريفة من سورة القصص من تفسيره الورق 54.
قيل: نزلت في أبي طالب، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه أحب اسلامه واسلام أهل بيته وكان يغمه كفرهم ففي ذلك الآية. وروي عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد:
انه كان يحب اسلام أبي طالب فنزلت هذه الآية، وكان يكره اسلام وحشي قاتل حمزة فنزلت هذه: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ". وذكروا ان أبا طالب لم يسلم وأسلم وحشي.
وهذه رواية غير صحيحة، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب ايمانه، والله تعالى كان يحب ايمانه لان رسول الله لا يخالف في إرادة الله كما لا يخالف في أوامر الله، وكان لأبي طالب عند النبي صلى الله عليه وسلم أيادي مشكورة عند الله تعالى.
وقد روي أنه أسلم وفي اسلامه اجماع أهل البيت عليهم السلام وهم أعلم بأحواله.
ومن حديث الاستسقاء انه صلى الله عليه وسلم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه. ولا يجوز لكافر [ان يقال فيه] لله دره!! وكيف تقر عينا كافر بمعجز رسول الله صلى الله عليه وآله؟! وقد روي أن النبي دعاه فأسلم.
وما يروون ان عليا قال: ان عمك الضال قد مات. وقال [له] النبي [اذهب] فواره.
فإنه لا يليق بكلام النبي فيه، ولا بكلام علي في أبيه، فهو من روايات النواصب، فالقوم يقولون: انه لم يرد ايمان أبي طالب وأراد كفره، والنبي أراد ايمانه!! - وهذا مخالفة بين الرسول والمرسل؟! - فنزلت الآية، فعلى روايتهم واعتقادهم الفاسد كأنه تعالى يقول: انه يحيل ايمانه... مع محبته لك وعظم نعمته عليك، وتكره ايمان وحشي - لقتله عمك حمزة - ولكن خلقت فيه الايمان!! وهذا نوع مغالطة واستخفاف لا يليق بالرسول، فإذا بطل أن يكون هذا سببا لنزول الآية، فالصحيح أنها نزلت في جميع المكلفين، كان صلى الله عليه وسلم يحب هدايتهم وكان حريصا على ايمانهم ويغمه كفرهم فنزلت الآية.