باصطلاح الأصوليين، معدات باصطلاح أهل المعقول:
فالحركة مثلا - سواء كانت في الأين أو الوضع أو الكم أو المتى أو الجوهر على القول بالحركة الجوهرية - معدات لتأثير المقتضي بالكسر في المقتضى بالفتح.
وكيف كان، فقد مثلوا للسبب بتحريك اليد لتحرك المفتاح، ويظهر من المثال أن مرادهم من السبب العلة التامة، فإن السبب - أعني تحريك اليد - فعل خارجي وهو غير المقتضى الذي عبارة عن الإرادة المسببة عن الشوق المؤكد، المسبب عن تصوره والتصديق بفائدته والعزم على فعله، فإنها مقتضية لوجود الشئ بعد ارتفاع موانعه وبعد وجود شرائط وجوده.
ثم إنه لا إشكال في تعدد الحركة لتعدد معروضها - أعني اليد والمفتاح - لاستحالة قيام عرض واحد في آن واحد بمعروضين.
ولا إشكال أيضا أن الوجود متحد مع الايجاد، غاية الامر إذا أسند إلى نفسه يسمى وجودا، وإذا أسند إلى فاعله يسمى ايجادا.
وإنما الاشكال والكلام في أن الفعل الصادر من الفاعل هل هو متعدد لتعدد وجوده الذي هو الحركة أم متحد فإنه وإن كان الفعل متعددا إلا أن القيام الصدوري لهذين الفعلين مستند إلى فاعل واحد بإرادة واحدة، فإن التحريك الصادر من الفاعل للمفتاح يكون بعين التحرك لليد من غير تعدد؟ الظاهر الثاني لعين ما ذكرنا.
ويظهر من تمثيلهم أيضا أن مرادهم من السبب والمسبب الافعال الخاصة، المباشرية والتوليدية، الأولى للأولى والثانية للثاني، فلا يشمل الإرادة لعدم تعلق الطلب بها على ما مر في مبحث الطلب والإرادة.
فهي تارة تتعلق بالمسبب ويكون تعلقها بالسبب بالعرض، وأخرى بالعكس، ويتولد من هذا النزاع بحث آخر غير النزاع والبحث في وجوب المقدمة وعدمه.