* (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * الثاني: أن ترك الجواب إهانة، والإهانة ضرر والضرر حرام.
المسألة الرابعة: منتهى الأمر في السلام أن يقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بدليل أن هذا القدر هو الوارد في التشهد.
واعلم أنه تعالى قال: * (فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * فقال العلماء: الأحسن هو أن المسلم إذا قال السلام عليك زيد في جوابه الرحمة، وإن ذكر السلام والرحمة في الابتداء زيد في جوابه البركة، وإن ذكر الثلاثة في الابتداء أعادها في الجواب. روي أن رجلا قال للرسول صلى الله عليه وسلم: السلام عليك يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. وآخر قال: السلام عليك ورحمة الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وجاء ثالث فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال الرجل: نقصتني، فأين قول الله: * (فحيوا بأحسن منها) * فقال صلى الله عليه وسلم: إنك ما تركت لي فضلا فرددت عليك ما ذكرت.
المسألة الخامسة: المبتدئ يقول: السلام عليك والمجيب، يقول: وعليكم السلام، هذا هو الترتيب الحسن، والذي خطر ببالي فيه أنه إذا قال: السلام عليكم كان الابتداء واقعا بذكر الله، فإذا قال المجيب: وعليكم السلام كان الاختتام واقعا بذكر الله، وهذا يطابق قوله: * (هو الأول والآخر) * (الحديد: 3) وأيضا لما وقع الابتداء والاختتام بذكر الله فإنه يرجى أن يكون ما وقع بينهما يصير مقبولا ببركته كما في قوله: * (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات) * (هود: 114) فلو خالف المبتدئ فقال: وعليكم السلام فقد خالف السنة، فالأولى للمجيب أن يقول: وعليكم السلام، لأن الأول لما ترك الافتتاح بذكر الله، فهذا لا ينبغي أن يترك الاختتام بذكر الله.
المسألة السادسة: ان شاء قال: سلام عليكم، وان شاء قال: السلام عليكم قال تعالى في حق نوح: * (يا نوح اهبط بسلام منا) * (هود: 48) وقال عن الخليل: * (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي) * (مريم: 47) وقال في قصة لوط: * (قالوا سلاما قال سلام) * (هود: 69) وقال عن يحيى: * (وسلام عليه) * وقال عن محمد صلى الله عليه وسلم: * (قل الحمد لله وسلام على عباده) * (النمل: 59) وقال عن الملائكة: * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم) * (الرعد: 23 - 24) وقال عن رب العزة: * (سلام قولا من رب رحيم) * (يس: 58) وقال: * (فقل سلام عليكم) * وأما بالألف واللام فقوله عن موسى عليه السلام: * (فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى) * (طه: 47) وقال عن عيسى عليه السلام: * (والسلام علي يوم ولدت ويوم