على أنه حي، لأنه إنما يأمر ويقضي من كان حيا، وأيد ذلك بذكر السمع والبصر، لأنهما إنما يثبتان لحي، قاله أبو سليمان الدمشقي. وما بعد هذا قد تقدم بعضه وبعضه ظاهر إلى قوله تعالى:
(كانوا هم أشد منهم قوة) وقرأ ابن عامر: " أشد منكم " بالكاف، وكذلك هو في مصاحفهم، وهو على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، (وما كان لهم من الله) أي: من عذاب الله (من واق) بقي العذاب عنهم.
(ذلك) أي: ذلك العذاب الذي نزل بهم (بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات...) إلى آخر الآية.
ثم ذكر قصة موسى وفرعون ليعتبروا. وأراد بقوله تعالى: (اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه أعيدوا القتل عليهم كما كان أولا، قاله ابن عباس. وقال قتادة: كان فرعون قد كف عن قتل الولدان، فلما بعث الله موسى، أعاد عليهم القتل ليصدهم بذلك عن متابعة موسى.
قوله تعالى: (وما كيد الكافرين إلا في ضلال) أي: إنه يذهب باطلا ويحيق بهم ما يريده الله عز وجل.
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26) وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (27) وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب (28) يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد (29) وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب (30) مثل دأب قوم نوح وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد (31)