مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاؤهم (15) (مثل أن الجنة التي وعد المتقون) أي: صفتها، وقد شرحناه في الرعد و " المتقون " عند المفسرين: الذين يتقون الشرك. و " الآسن " المتغير الريح، قاله أبو عبيدة، والزجاج. وقال ابن قتيبة: هو المتغير الريح والطعم، و " الآجن " نحوه. وقرأ ابن كثير: " غير أسن " بغير مد. وقد شرحنا قوله (لذة للشاربين) في الصافات:.
قوله تعالى: (من عسل مصفى) أي: من عسل ليس فيه عكر ولا كدر كعسل أهل الدنيا.
قوله تعالى: (كمن هو خالد في النار) قال الفراء: أراد: من كان في هذا النعيم، كمن هو خالد في النار؟!.
قوله تعالى: (ماء حميما) أي: حارا شديد الحرارة و " الأمعاء " جميع ما في البطن من الحوايا.
ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم (16) والذين اهتدوا زادهم هدى وآتهم تقواهم (17) فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم (18) قوله تعالى: (ومنهم من يستمع إليك) يعني المنافقين. وفيما يستمعون قولان:
أحدهما: أنه سماع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة.
والثاني: سماع قوله على عموم الأوقات. فأما (الذين أوتوا العلم)، فالمراد بهم: علماء الصحابة.
قوله تعالى: (ماذا قال آنفا) قال الزجاج: أي: ماذا قال الساعة، وهو من قولك: استأنفت الشيء: إذا ابتدأته، وروضة أنف: لمن ترع، أي: لها أول يرعى، فالمعنى: ماذا قال في أول وقت