قال ابن جريج: قلت لعطاء: " الصابئين " زعموا أنها قبيلة من نحو السواد (1) ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى. قال: قد سمعنا ذلك، وقد قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: قد صبأ.
922 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (الصابئون) قال: الصابئون: دين من الأديان، كانوا بجزيرة الموصل يقولون:
" لا إله إلا الله "، وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول لا إله إلا الله. قال: ولم يؤمنوا برسول الله، فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: هؤلاء الصابئون.
يشبهونهم بهم.
وقال آخرون: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة. ذكر من قال ذلك:
923 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن قال: حدثني زياد: أن الصابئين يصلون إلى القبلة ويصلون الخمس. قال: فأراد أن يضع عنهم الجزية. قال: فخبر بعد أنهم يعبدون الملائكة.
924 - وحدثنا بشر بن معاذ، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله:
(والصابئين) قال: الصابئون قوم يعبدون الملائكة ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور.
925 - حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قال:
الصابئون فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور.
قال أبو جعفر الرازي: وبلغني أيضا أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة، ويقرأون الزبور، ويصلون إلى القبلة.
وقال آخرون: بل هم طائفة من أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:
926 - حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي عن سفيان، قال: سئل السدي عن الصابئين فقال: هم طائفة من أهل الكتاب.
القول في تأويل قوله تعالى: (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم)