اختلف أهل التأويل في قوله: إني جاعل، فقال بعضهم: إني فاعل. ذكر من قال ذلك.
حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن جرير بن حازم، ومبارك عن الحسن، وأبي بكر، يعني الهذلي عن الحسن وقتادة، قالوا:
قال الله للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة قال لهم: إني فاعل.
وقال آخرون: إني خالق. ذكر من قال ذلك:
حدثت عن المنجاب بن الحارث قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، قال: كل شئ في القرآن جعل فهو خلق.
قال أبو جعفر: والصواب في تأويل قوله: إني جاعل في الأرض خليفة أي مستخلف في الأرض خليفة ومصير فيها خلفا، وذلك أشبه بتأويل قول الحسن وقتادة.
وقيل إن الأرض التي ذكرها الله في هذه الآية هي مكة. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن ابن سابط أن النبي (ص) قال: دحيت الأرض من مكة. وكانت الملائكة تطوف بالبيت، فهي أول من طاف به، وهي الأرض التي قال الله: إني جاعل في الأرض خليفة، وكان النبي إذا هلك قومه ونجا هو والصالحون أتى هو ومن معه فعبدوا الله بها حتى يموتوا، فإن قبر نوح وهود وصالح وشعيب بين زمزم والركن والمقام.
القول في تأويل قوله تعالى: خليفة.
والخليفة الفعلية، من قولك: خلف فلان فلانا في هذا الامر إذا قام مقامه فيه بعده، كما قال جل ثناؤه: ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون يعني بذلك: أنه أبدلكم في الأرض منهم فجعلكم خلفاء بعدهم ومن ذلك قيل للسلطان الأعظم: خليفة، لأنه خلف الذي كان قبله، فقام بالأمر مقامه، فكان منه خلفا، يقال منه:
خلف الخليفة يخلف خلافة وخليفا، وكان ابن إسحاق يقول بما:
حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: إني جاعل في